وضع داكن
30-11-2024
Logo
موضوعات علمية من الخطب - الموضوع : 108 - الذي خلق سبع سماوات طباقا.
   
 
 
 بسـم اللـه الرحمـن الرحيـم  
 

الحمد لله رب العالمين, والصلاة والسلام على سيدنا محمد الصادق الوعد الأمين, اللهم لا علم لنا إلا ما علمتنا إنك أنت العليم الحكيم اللهم علمنا ما ينفعنا, وانفعنا بما علمتنا, وزدنا علماً, وأرنا الحق حقاً, وارزقنا اتباعه, وأرنا الباطل باطلاً, وارزقنا اجتنابه, واجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه, وأدخلنا برحمتك في عبادك الصالحين .

إليكم هذه التفاصيل الجزئية عن طبقات السماء :

قال تعالى:

1- الطبقة السفلى :

﴿الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَوَاتٍ طِبَاقاً﴾

[سورة الملك الآية: 3]

أيها الأخوة المؤمنون, يقول الله سبحانه وتعالى في سورة تبارك:

﴿تَبَارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ * الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً وَهُوَ الْعَزِيزُ الْغَفُورُ * الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَوَاتٍ طِبَاقاً مَا تَرَى فِي خَلْقِ الرَّحْمَنِ مِنْ تَفَاوُتٍ فَارْجِعِ الْبَصَرَ هَلْ تَرَى مِنْ فُطُورٍ * ثُمَّ

﴿اارْجِعِ الْبَصَرَ كَرَّتَيْنِ يَنْقَلِبْ إِلَيْكَ الْبَصَرُ خَاسِئاً وَهُوَ حَسِيرٌ ﴾

[سورة الملك الآية: 1-4]

نقف عند ثلاث كلمات, قال تعالى:

﴿الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَوَاتٍ طِبَاقاً﴾

[سورة الملك الآية: 3]

يقول علماء الفضاء: إن الطبقة الأولى هي طبقة الهواء السفلى التي تعيش فيها الأحياء من طيور، وما شاكل ذلك، وهذه الطبقة مؤلفةٌ من عدة طبقات, وهي متقلبةٌ من حالٍ إلى حال ، ومتحولةٌ من مكانٍ إلى مكان، من حالة الحر, إلى حالة البرد، إلى حالة الغيوم، إلى حالة الأمطار، إلى حالة العواصف، إلى حالة الزعازع، من حالٍ إلى حال، ومن مكانٍ إلى مكان، تنتقل هذه المنخفضات، وهذه المرتفعات من مكان إلى مكان، وانتقالها أساس التنبؤات الجوية.
هذه الطبقة السفلى أيها الأخوة المؤمنون, لا يزيد ارتفاعها عن أول الأمر عن ستة عشر كيلو متر .

2- الطبقة الكبريتية بما فيها طبقة الأوزون أيضاً :

الطبقة الثانية: هي طبقةٌ فيها جزئياتٌ غازيةٌ كبريتية، هذه الجزئيات الغازية الكبريتية تلقِّح السحاب، وتسهِّل عملية الأمطار، ولولا هذه الطبقة الكبريتية، لما هطلت الأمطار، ولما كانت الحياة على سطح الأرض .

وفي الطبقة الثانية أيضاً: طبقة الأوزون، وهي غلافٌ من الأوكسجين الثلاثي الذي يمتصُّ الأشعة فوق البنفسجية القتَّالة، لأن هناك في الشمس أشعةٌ فوق البنفسجية قاتلة، تمتصُّ طبقة الأوزون، لا تسمح من هذه الأشعة القاتلة إلا بجزءٍ يسيرٍ يسير، يقتل الجراثيم الضارة بالكائنات الحية، فالتعرض للشمس مفيد ومطهِّر، وقد أصاب طبقة الأوزون بعض الخلل من كثرة رحلاتِ الفضاء، والأقمار الصناعية .

وقد سمعت أن مؤتمراً سيعقد بعد قليل للبحث في طريقة وقاية هذه الطبقة، لأن سرطانات الجلد بدأت تنتشر بأعدادٍ وبائية في بعض الدول المتقدمة التي تُكْثِرُ من إرسال سفنِ الفضاء، والأقمار الصناعية، إن طبقة الأوزون في تلك الأماكن أصابها بعض الخلل .

3- طبقة الانصهار :

أما الطبقة الثالثة: فهي تشبه فرناً ذريَّاً شديد اللهب, فيلتهب ويتشهَّب أي شيءٍ يدخل في هذه الطبقةولولا هذه الطبقة لكانت الأحجار الكونية، والكويكبات على الأرض، قد دمَّرت كل شيء، ولكن هذه الطبقة تصهر كل شيء؛ من نيازك، من معادن، من كويكبات، من أحجار، تصلُّ إلى الأرض بفعل الجاذبية، إنها تحترق في هذه المنطقة، وتتشهب، وتصبح رماداً لا يرى إلا بالمجاهر .

4- هذه الطبقة مجالها ضيق هنا :

الطبقة الرابعة: لها تفصيلاتٌ دقيقة لا يتسع لها المقام الآن .

5- طبقة انعدام الهواء :

أما الطبقة الخامسة: فهي تمتد من ألف كيلو متر إلى خمسة وستين ألف كيلو متريقلُّ الهواء تدريجياً في هذه الطبقة إلى أن ينعدم .

 

ماذا قال العلماء عن السقف المحفوظ كما أشارت إليه الآية ؟

أيها الأخوة, فطبقة الهواء المحيطة بالأرض يزيد سمكها عن خمسة وستين ألف كيلو متر نحو الأعلى

أما الشيءُ الذي لا يصدق، هو أن الله سبحانه وتعالى يقول:

﴿وَجَعَلْنَا السَّمَاءَ سَقْفاً مَحْفُوظاً وَهُمْ عَنْ آيَاتِهَا مُعْرِضُونَ﴾

[سورة الأنبياء الآية: 32]

سقف محفوظ، أي به تحفظ الأرض، وقال بعض العلماء الأجانب بالحرف الواحد: إن الجو الأرضي حاجزٌ حقيقي، هو حقاً قليلُ الكثافة، ولكنه سميكٌ جداً، فهو يوقف الأشعة، ويحرق الشُهُب، إنه يحمي حياتنا الدنيوية، ويحافظ عليها، لأنه لا يسمح إلا لكلِّ ما هو نافعٌ لنا بالوصول إلى سطح الأرض، وهذا مصداق قول الله عزَّ وجل:

﴿وَجَعَلْنَا السَّمَاءَ سَقْفاً مَحْفُوظاً وَهُمْ عَنْ آيَاتِهَا مُعْرِضُونَ﴾

[سورة الأنبياء الآية: 32]

لا يسمح الجو الهواء للنيازك، ولا للشهب، ولا للمعادن، ولا للأحجار، ولا للكويكبات ، ولا للأشعة القاتلة، كل ما يؤذي الأرض، الهواء إما أن يحرقه، وإما أن يمنعه .

من خصائص القرآن الكريم :

يا أيها الأخوة المؤمنون, حينما يقول الله عزَّ وجل:

﴿الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَوَاتٍ طِبَاقاً مَا تَرَى فِي خَلْقِ الرَّحْمَنِ مِنْ تَفَاوُتٍ﴾

[سورة الملك الآية: 3]

هذه آيةٌ كونيةٌ عظمى، لا يعرفها إلا من علم، لهذا يقول الله عزَّ وجل:

﴿إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ﴾

[سورة فاطر الآية: 28]

كل كلمة في القرآن تشير إلى علوم، وإلى تفصيلات، لو أن الإنسان أمضى حياته كلها في دراسة هذه الآيات لما انتهى . 

نص الزوار

اللغات المتوافرة

إخفاء الصور