وضع داكن
30-11-2024
Logo
حياة المسلم 4 - إذاعة حياة إف إم : الحلقة 10 - قبول العبادات
رابط إضافي لمشاهدة الفيديو اضغط هنا
×
   
 
 
 بسـم اللـه الرحمـن الرحيـم  
 

مقدمة :

المذيع :
  الحمد لله رب العالمين ، يا ربنا صلّ وسلم ، وأنعم وأكرم ، وزد وبارك على النبي المصطفى محمد صلى الله عليه وسلم ، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ، مستمعينا الأكارم أينما كنتم على الهواء عبر أثير إذاعتكم حياة fm في حلقة جديدة مباشرة مع فضيلة شيخنا الدكتور محمد راتب النابلسي . حياكم الله أستاذنا .
الدكتور محمد راتب النابلسي :
 بارك الله بكم ، ونفع بكم ، وأعلى قدركم .
المذيع :
 بارك الله لنا في عمركم وعلمكم .
 اليوم نتحدث عن علامات قبول العبادة ، ولعلها من أهم القضايا التي تشغل الإنسان في شهر رمضان ، هل هذه العبادة مقبولة ؟ هل من علامات تدل على أن الله عز وجل تكرم عليه وقبِل منه عبادته ؟ هذا هو حديثنا لهذا اليوم نبدأ حلقتنا بقوله تعالى :

﴿ وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ ابْنَيْ آدَمَ بِالْحَقِّ إِذْ قَرَّبَا قُرْبَانًا فَتُقُبِّلَ مِنْ أَحَدِهِمَا وَلَمْ يُتَقَبَّلْ مِنَ الْآخَرِ قَالَ لَأَقْتُلَنَّكَ قَالَ إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللَّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ (27) ﴾

[ سورة المائدة ]

 فضيلة الدكتور محمد راتب النابلسي ما هي علامات قبول العبادة ؟

علامات قبول العبادة :

الدكتور محمد راتب النابلسي :
 بسم الله الرحمن الرحيم ، الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على سيدنا محمد الصادق الوعد الأمين ، اللهم لا علم لنا إلا ما علمتنا ، إنك أنت العليم الحكيم ، اللهم علمنا بما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا وزدنا علماً ، وأرنا الحق حقاً وارزقنا اتباعه ، وأرنا الباطل باطلاً وارزقنا اجتنابه ، واجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه ، وأدخلنا برحمتك في عبادك الصالحين .
 أخي الكريم بارك الله بك سؤالك دقيق أنا أجيب عن هذا السؤال بما يلي : إذا علم الله جلّ جلاله منك تطبيقاً لما تقول ، وإخلاصاً فيما تقول ، كتب لك القبول ، وإذا كتب لك القبول ألقى في روعك أنه راض عنك .
المذيع :
 إذا علم الله منا تطبيقاً لما نقول ، وإخلاصاً فيما نفعل ونقول كتب لنا القبول .
الدكتور محمد راتب النابلسي :
 عند أهل الأرض والسماء ، وإذا كتب لك القبول ألقى في روعك أنه راض عنك ..
المذيع :
 هل لك أن توضح أكثر ماذا يعني أن الله ألقى في روعك أنه قبِل منك هذه العبادة ؟

الفرق بين اللذة والسعادة :

الدكتور محمد راتب النابلسي :
 ممكن أجلب موضوعاً جانبياً لكن له علاقة متينة بهذا السؤال ؛ نحن عندنا شيء اسمه لذة ، اللذة حسية تحتاج إلى وقت وإلى صحة وإلى مال ، ولحكمة بالغة بالغة بالغة في البدايات يوجد صحة ووقت ولا يوجد مال ، في المنتصف يوجد مال وصحة ولا يوجد وقت ، بالنهاية يوجد مال ووقت ولا يوجد صحة ، ما سمح الله للدنيا أن تُمِد الإنسان بسعادة مستمرة متنامية ، مستحيل ، مستمرة مستحيل متناقصة ، وهذا من رحمة الله بنا خلقنا للجنة ، إنسان صمم بطاقة لا نهائية لأنه صمم لمعرفة اللانهائي وهو الله ، مادام هو خلق ليعبد الله فتصميمه الداخلي لا نهائي ، أي شيء دون الله يمل منه بعد حين قطعاً ، بعبارة أخرى ما سمح للدنيا أن تُمِدَّ الإنسان بسعادة مستمرة متنامية ، مستحيل ، مستمرة مستحيل متناقصة ، هذا شأن معطيات أهل الأرض ، أي من طعام ، من شراب ، من بيت جميل ، إطلالة رائعة ، سيارة فارهة ، سيارتين أو ثلاث ، سفر ، سياحة ، مؤتمرات ، هذا كله لا يمكن أن يمد الإنسان بسعادة مستحيل ، بلذة ، اللذة دائماً غير متنامية وغير مستمرة ، بل متناقصة لحكمة بالغة بالغة ، لرحمة من الله بنا ما سمح للدنيا أن تمدنا بهذه السعادة بل أمدنا بلذة وهي متناقصة ، لذلك الإنسان حينما يتقدم بالسن ذاق من الدنيا ما شاء ، حياته تصبح مملة ، هذه كآبة المتقدمين في السن إن لم يعرفوا الله عز وجل ، لكن يبدو أن عالماً جليلاً في الشام بلغ السابعة والتسعين ، كان منتصب القامة ، حاد البصر ، مرهف السمع ، أسنانه في فمه ، كان إذا رأى شاباً يقول له: يا بني أنت كنت تلميذي ، وكان أبوك تلميذي ، وكان جدك تلميذي ، فلما سئل : يا سيدي ما هذه الصحة التي حباك الله بها ؟ يقول : يا بني حفظناها في الصغر فحفظها الله علينا في الكبر، من عاش تقياً عاش قوياً .
 زرت صديقي في العيد فتح لي والده ، قلت : الأخ محمد موجود ؟ قال : لا والله ليس موجوداً ، ممكن نكسبك خمس دقائق ؟ قلت له : لا يوجد مانع ، دخلت لعنده اسمع ماذا قال لي بالحرف الواحد ، قال لي : عمري خمس وتسعون سنة ، عملنا البارحة تحليلات كاملة كله طبيعي ، قال لي : لأنني - أنا بسن ابنه - والله الحرام لا أعرفه إطلاقاً ، لا حرام المال ، ولا حرام النساء ، من عاش تقياً عاش قوياً . هذه الرسالة للشباب من عاش تقياً عاش قوياً .
المذيع :
 ذكرتم للمستمعين أن من علامات قبول العبادة أن الله يلقي في روعك أن يأتيك إحساس ، خاطر في القلب بأنك تشعر بالصلة القوية مع الله ، وهذا من علامات قبول العبادة أليس ذلك ؟

السكينة يسعد بها الإنسان ولو فقد كل شيء :

الدكتور محمد راتب النابلسي :
 لكن لحظة إذا الابن جاء بالجلاء آخر العام بعلامات تامة ، وبثناء كامل على أخلاقه ، ألا يتكلم الأب ؟ ألا يضمه ؟ ألا يهديه دراجة ؟ مستحيل ، إذا إنسان عادي ، أب عادي ألا يفعلها ؟ إله يراك تغض البصر ، تضبط اللسان ، دخلك حلال ، إنفاقك حلال ، تحب العمل الصالح ، أنت بخدمة الخلق ، ألا يلقي في روعك أنه يحبك ؟ هذا اسمه بالتعبير الصوفي: التجلي ، وبالتعبير الآخر : السكينة ، تسعد بها ولو فقدت كل شيء ، وتشقى بفقدها ولو ملكت كل شيء ، السكينة شعر بها سيدنا إبراهيم في النار ، وسيدنا يونس في بطن الحوت، و النبي في الغار ، هذه السكينة تسعد بها ولو فقدت كل شيء ، وتشقى بفقدها ولو ملكت كل شيء ، هذا أكبر عطاء إلهي للمؤمن ، عنده كل شيء ، عنده سعادة والله لا أبالغ لو وزعت على أهل بلد لكفتهم ، مع الله ، مع أصل الجمال والكمال والنوال ، مع الذات الكاملة ، مع صاحب الأسماء الحسنى والصفات العلا ، تخاف ؟

﴿ وَأَلْقِ عَصَاكَ فَلَمَّا رَآهَا تَهْتَزُّ كَأَنَّهَا جَانٌّ وَلَّى مُدْبِرًا وَلَمْ يُعَقِّبْ يَا مُوسَى لَا تَخَفْ إِنِّي لَا يَخَافُ لَدَيَّ الْمُرْسَلُونَ (10)﴾

[ سورة النمل ]

 تقلق ؟ لا تقلق ، لا تقلق على هذا الدين إنه دين الله ، ولكن اقلق ما إذا سمح لك ربك أن تكون جندياً لهذا الدين .
المذيع :
 هل من علامات قبول العبادة إذا فتحت على الإنسان أبواب طاعات جديدة هكذا نستمع ، إذا أصبح يفتح له الخير يصلي أكثر ، يعمل بالعمل التطوعي أكثر ، هل هذا من علامات القبول ؟

الفرق بين الحبّ والود :

الدكتور محمد راتب النابلسي :
 طبعاً ، علامات القبول كثيرة جداً .. مثلاً كن لي كما أريد - ورد بالأثر القدسي -أكن لك كما تريد ، هل هناك أبلغ من ذلك ؟ كن لي كما أريد ولا تعلمني بما يصلحك . هم في مساجدهم والله في حوائجهم . الله ودود ، الحب غير الود ، الحب ميل أما الود فسلوك ، قال تعالى:

﴿إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمَنُ وُدّاً (96) ﴾

[سورة مريم ]

 قالوا فيما بينهم ، وفيما بينهم وبين الله ، الود سلوك ، الله عز وجل يتودد لك بزوجة صالحة ، بأولاد أبرار ، بمكانة اجتماعية ، برزق ميسور ، والله مودة الله عز وجل لا تعد ولا تحصى ، إن لم تقل : ليس على وجه الأرض من هو أسعد مني إلا أن يكون أتقى مني هناك مشكلة ، أنت مع خالق السماوات والأرض ..

فـلو شاهدت عيناك من حسننــــا  الذي رأوه لما وليت عنــــــــــا لغـيرنـــا
ولو سمعت أذناك حسن خطابنا  خلعت عنك ثياب العجب وجئتنــــــــــا
ولو ذقت مـن طعم المحبـــة ذرة  عذرت الذي أضحى قتيلاً بحبنــــــــــــا
ولو نسمت من قربنا لك نسمـة  لمــــت غريباً واشتيـــــــــاقاً لقربنـــــــــــا
ولو لاح من أنوارنـا لـك لائـــــحٌ  تركـــــــــــت جميع الكائنات لأجلنــــا
***

 أن تحب الله ، أن تحب الذات الكاملة ، أن تحب أصل الجمال والكمال والنوال ، أن تحب صاحب الأسماء الحسنى والصفات العلا ، مرتبة الإيمان مرتبة كبيرة جداً ، الواحد حتى يضع إلى جانب اسمه حرف دال ، تعني أنه درس ابتدائي ، ومتوسط ، وتوجيهي ، لأني أنا في الأردن ، وأخذ لسانس في الآداب ، أو بكلوريوس في العلوم ، دبلوم عامة ، دبلوم خاصة ، ماجستير، دكتوراه حتى يضع حرف دال جانب اسمه ، وأن يكون مؤمناً يستحق جنة الآخرة ، يستحق سعادة الدنيا والآخرة ، والدليل قال تعالى :

﴿ وَلِمَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ جَنَّتَانِ (46)﴾

[ سورة الرحمن ]

 جنة في الدنيا هي جنة القرب ، وجنة في الآخرة هي جنة الخلد ، فلذلك أن تعرف الله :

(( ابن آدم اطلبني تجدني ، فإذا وجدتني وجدت كل شيء ، وإن فتك فاتك كل شيء ، وأنا أحب إليك من كل شيء ))

[ تفسير ابن كثير]

المذيع :
 دكتور ذكرتم علامات متنوعة من علامات العبادة أن الله يلقي في روع الإنسان أنها قبلت فيشعر بشعور جميل ، ذكرتم الصلة حينما يشعر الإنسان أنه اتصل بالله ، وعلاقته أقوى مع الله ، ذكرتم أن يفتح عليه في تيسير أموره من أهل بيته ، والهدوء في حياته ، سؤالي من حديث النبي صلى الله عليه وسلم :

((إنَّ الرَّجلَ لينصَرِفُ وما كُتِبَ لَهُ إلَّا عُشرُ صلاتِهِ تُسعُها ثُمنُها سُبعُها سُدسُها خُمسُها رُبعُها ثُلثُها نِصفُها))

[الترغيب والترهيب عن عمار بن ياسر]

 لماذا أحياناً ترد الصلاة ولا يكتب للإنسان كامل عبادته ؟ لماذا لا تقبل عبادته ؟

التوفيق أكبر عطاء إلهي للمؤمن :

الدكتور محمد راتب النابلسي :
 قبل أن أجيب عن هذا السؤال أريد أن أتابع الفقرة الأولى أكبر عطاء إلهي للمؤمن التوفيق ، والتوفيق ورد في آية واحدة ، قال تعالى :

﴿ قَالَ يَا قَوْمِ أَرَأَيْتُمْ إِنْ كُنْتُ عَلَى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّي وَرَزَقَنِي مِنْهُ رِزْقًا حَسَنًا وَمَا أُرِيدُ أَنْ أُخَالِفَكُمْ إِلَى مَا أَنْهَاكُمْ عَنْهُ إِنْ أُرِيدُ إِلَّا الْإِصْلَاحَ مَا اسْتَطَعْتُ وَمَا تَوْفِيقِي إِلَّا بِاللَّهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ (88) ﴾

[ سورة هود ]

 لا يتحقق شيء في الكون في الأرض في القارات الخمس من آدم إلى يوم القيامة إلا بالله ، فالتوفيق علامة الرضا ، والتوفيق أكبر عطاء إلهي .
 الشيء الثاني : الفلاح ، عندنا شيء اسمه نجاح ، بيل غيتس يملك ثلاثة وتسعين ملياراً ، جوبز حجم مؤسسته سبعمئة مليار ، هذا اسمه : كسب ، الكسب لم تنتفع به بل تحاسب عليه ، أما الرزق فشيء آخر ، ليس لك إلا ما أكلت فأفنيت ، ولبست فأبليت ، وتصدقت فأبقيت ، لذلك الذي يبقى العمل الصالح ، سمي العمل صالحاً لأنه يصلح للعرض على الله ، ومتى يصلح ؟ إذا كان خالصاً وصواباً ، خالصاً ما ابتغي به وجه الله ، وصواباً ما وافق السنة، فالتوفيق أحد أكبر ثمار الصلة بالله .

الفلاح والنجاح :

 الفلاح ، عندنا نجاح وفلاح ، النجاح أحادي ، الفلاح شمولي ، الإنسان ينجح بجمع ثروة طائلة ، ينجح بتسلم منصب رفيع ، رئيس وزراء اليابان حكم سبعين سنة ، ينجح بأشياء مادية ، أما الفلاح فشمولي ، للتقريب ، الفلاح أن تنجح مع الله معرفة وعبادة وطاعة والتزاماً ودعوة ، هذا شق ، أن تنجح في اختيار زوجتك ، في معاملتها ، وفي تربية أولادك ، تربيتهم تربية إيمانية ، وفي اختيار حرفتك ، ألصق شيء بالإنسان زوجته وحرفته ، فإذا وفق في اختيار زوجة صالحة تسره إن نظر إليها ، وتحفظه إذا غاب عنها ، وتطيعه إن أمرها ، وفق بحرفة تقدم خدمات للناس ، خدمات أساسية لا يوجد كذب ، ولا تدليس ، ولا غش ، ولا تزوير ، فلذلك ألصق شيء بالإنسان زوجته وحرفته ، أما التفاصيل فهذا الدين يبدأ من فراش الزوجية وينتهي بالعلاقات الدولية ، هذا الفرق بين النجاح والفلاح ، الفلاح شمولي ؛ نجحت مع الله معرفة وعبادة وطاعة ومحبة ودعوة إليه ، نحجت في اختيار زوجتك ، طبعاً عليك بذات الدين تربت يداك ، نجحت في معاملتها ، نجحت في تربية أولادك ، نجحت في اختيار حرفتك ، هذه النجاحات تنقلب إلى فلاح ، ولم تأت كلمة نجاح في القرآن ولا مرة بل جاء مكانها الفلاح ، قال تعالى :

﴿ فَمَنْ ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (102) ﴾

[ سورة المؤمنون]

المذيع :
 ذكرتم علامات كثيرة لقبول العبادة منها أن الله يفتح على الإنسان بالمزيد من الطاعات ، منها الإحساس النفسي بحلاوة الإيمان ، وبالأنس والقرب من الله ، منها التوفيق في بيته وأسرته ، الآن نريد أن نتحدث عن عدم قبول العبادة ، لماذا يمكن أن ترد عبادة الإنسان ؟ وما هي علامات ذلك ؟

علامات عدم قبول العبادة :

الدكتور محمد راتب النابلسي :
 شاب سمع من شيخه أن يا بني إن لكل سيئة عقاباً ، زلت قدمه بمخالفة شرعية ، ولم يأته العقاب كما قال له شيخه ، فدعا الله وقال : يا رب لقد عصيتك ولم تعاقبني ؟ وقع في روعه : أن يا عبدي لقد عاقبتك ولم تدرِ، ألم أحرمك لذة مناجاتي ؟ الإنسان عندما يغلط مع الله يحجب ، أنا أرى باجتهادي المتواضع أكبر عقاب إلهي للمؤمن الحجاب ، قال تعالى :

﴿ كَلَّا إِنَّهُمْ عَنْ رَبِّهِمْ يَوْمَئِذٍ لَمَحْجُوبُونَ (15) ﴾

[ سورة المطففين ]

 قال : يا رب لقد عصيتك ولم تعاقبني ؟ فوقع في روعه أن يا عبدي لقد عاقبتك ولم تدرِ، ألم أحرمك لذة مناجاتي ؟ معنى ذلك قبول العبادة له علامات دقيقة جداً ، لذلك قالوا :

((ترك دانق من حرام خير من ثمانين حجة بعد الإسلام))

[ورد في الأثر]

 الدانق سدس الدرهم ، للإمام التستري ، لا صغيرة مع الإصرار ، ولا كبيرة مع الاستغفار ، مثل أضربه ؛ طريق عرضه حوالي ستين متراً ، أوتوستراد دولي لكن لسبب بالغ معين عن يمين هذا الطريق واد سحيق ، وعن يساره واد سحيق ، يوجد طرقات بالصين وببعض البلاد هكذا نمطها ، الآن الذي يركب السيارة حرف المقود سنتمتراً واحداً على اليمين بعد دقائق معدودة وقع في الوادي ، هذه الصغيرة ، نحن حياتنا لا يوجد بها كبائر قلّما تجد كبائر ، يوجد صغائر ، لا يوجد انضباط في السلوك ، في اللقاءات ، في السهرات ، في الشاشة ، جريمة قتل أو زنا أو خمر قلّما تجد هذه الجرائم في بيت مسلم ، ما الذي يحجبنا ؟ الصغائر ، إذا تراكمت واستمرت أي بيت فيه جميع الأجهزة الكهربائية الغالية جداً لكن لا يوجد كهرباء ، لا قيمة لها جميعاً ، كتل بلاستيكية ، الآن سؤال دقيق : لو قطعت هذا التيار ميلمتراً أو متراً مثل بعضها التيار انقطع ، لا تجد في بلاد المسلمين جرائم قتل مثلاً ، زنا ، خمر ، لا يوجد لكن يوجد مخالفات كثيرة ، هذه المخالفات تراكمت وثبتنا عليها ، لا صغيرة مع الإصرار ، ولا كبيرة مع الاستغفار ، حرفت المقود سنتمتراً واحداً هذه الصغيرة وثبتها نقلتك إلى الوادي ، لو حرفته تسعين درجة فجأة وانتبهت ترجعهم ، لا صغيرة مع الإصرار ، ولا كبيرة مع الاستغفار .
المذيع :
 من علامات رد العبادة أن يحجب العبد عن الله فلا يشعر بذلك .
الدكتور محمد راتب النابلسي :

﴿ كَلَّا إِنَّهُمْ عَنْ رَبِّهِمْ يَوْمَئِذٍ لَمَحْجُوبُونَ (15) ﴾

[ سورة المطففين ]

المذيع :
 الحل ؟

التوبة علاج من حجب عن الله :

الدكتور محمد راتب النابلسي :
 التوبة ، الله فتح باب التوبة على مصراعيها ، إذا تاب العبد توبة نصوحة أنسى الله حافظيه والملائكة وبقاع الأرض كلها خطاياه وذنوبه ، هذه التوبة ، التوبة النصوح أن تندم ، والتوبة النصوح أن تقلع عن الذنب فوراً ، والتوبة النصوح أن تعقد العزيمة على ألا تعود إليه ، إذا تاب العبد توبة نصوحة أنسى الله حافظيه والملائكة وبقاع الأرض كلها خطاياه وذنوبه ، ندم إقلاع عقد عزيمة ، لو شخص عاد إلى هذا الذنب مرة ثانية ، عندي حل ثان غير الإقلاع والعزيمة والندم ، الصدقة ، الصدقة ترمم الخطأ الجديد ، فكلما أخطأ يوجد توبة ، نقضها بعد توبة يتصدق ، والصدقة تدعم هذه التوبة .
المذيع :
 الإنسان يمكن أن يعيش بحالة من الخوف ألا تقبل عبادته لكن قد يصل إلى القنوط ، وقد يعيش بحالة من الثقة أن عبادته قبلت ولكن قد تتجاوز حكم الظن ماذا يفعل المسلم ؟

حسن الظن بالله ثمن الجنة :

الدكتور محمد راتب النابلسي :
 اليأس والقنوط والسوداوية والتشاؤم هذه الحالات تقترب من الكفر ، لأن حسن الظن بالله ثمن الجنة ، أنا عند حسن ظن عبدي بي فليظن بي عبدي ما يشاء .
المذيع :
 كيف أضمن أن عبادتي مقبولة ؟
الدكتور محمد راتب النابلسي :
 عندنا خوف معتدل بين حدين معتدلين هذا محفز كبير ، أما الخوف الآخر فشيطاني ، الخوف الذي ينقلك إلى اليأس ، إلى السوداوية ، إلى القنوط ، إلى التشاؤم ، هذه حالات تقترب من الكفر ، أنا عند حسن ظن عبدي بي فليظن بي عبدي ما يشاء ، حسن الظن بالله ثمن الجنة .
المذيع :
 لا يصل الإنسان إلى مرحلة التشاؤم والسوداوية .
 شيخنا الحبيب في قضية حسن الظن بالله ، متى يمكن أن يتجاوز الإنسان ذلك فيصل إلى مرحلة الغرور بالعبادة ؟

الغرور بالعبادة :

الدكتور محمد راتب النابلسي :
 من عادة النبي صلى الله عليه وسلم أنه يزور الصحابي المتوفى في بيته قبل دفنه، أحد أصحاب النبي اسمه : أبو السائب ، توفي ، فجاء النبي عليه الصلاة والسلام إلى بيت أبي السائب ، فسمع امرأة تقول :

(( رَحْمَةُ اللَّهِ عَلَيْكَ أَبَا السَّائِبِ فَشَهَادَتِي عَلَيْكَ لَقَدْ أَكْرَمَكَ اللَّهُ ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : وَمَا يُدْرِيكِ أَنَّ اللَّهَ قَدْ أَكْرَمَهُ ؟ فَقُلْتُ : بِأَبِي أَنْتَ يَا رَسُولَ اللَّهِ فَمَنْ يُكْرِمُهُ اللَّهُ؟ فَقَالَ : أَمَّا هُوَ فَقَدْ جَاءَهُ الْيَقِينُ وَاللَّهِ إِنِّي لَأَرْجُو لَهُ الْخَيْرَ ، وَاللَّهِ مَا أَدْرِي وَأَنَا رَسُولُ اللَّهِ مَا يُفْعَلُ بِي ، قَالَتْ : فَوَاللَّهِ لَا أُزَكِّي أَحَدًا بَعْدَهُ أَبَدًا ))

[ رواه البخاري عن ابن شهاب]

 دقق أقوال النبي عليه الصلاة والسلام سنة ، وأفعاله سنة ، وإقراره أي صمته ، تكلم إنسان كلمة أمام النبي فسكت النبي ، أصبحت هذا الكلمة التي قالها إنسان غير النبي صلى الله عليه وسلم سنة لإقراره ، ثم صفاته سنة ، سمع امرأة تقول :

(( رَحْمَةُ اللَّهِ عَلَيْكَ أَبَا السَّائِبِ فَشَهَادَتِي عَلَيْكَ لَقَدْ أَكْرَمَكَ اللَّهُ ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : وَمَا يُدْرِيكِ أَنَّ اللَّهَ قَدْ أَكْرَمَهُ ؟ فَقُلْتُ : بِأَبِي أَنْتَ يَا رَسُولَ اللَّهِ فَمَنْ يُكْرِمُهُ اللَّهُ؟ فَقَالَ : أَمَّا هُوَ فَقَدْ جَاءَهُ الْيَقِينُ وَاللَّهِ إِنِّي لَأَرْجُو لَهُ الْخَيْرَ ، وَاللَّهِ مَا أَدْرِي وَأَنَا رَسُولُ اللَّهِ مَا يُفْعَلُ بِي ، قَالَتْ : فَوَاللَّهِ لَا أُزَكِّي أَحَدًا بَعْدَهُ أَبَدًا ))

[ رواه البخاري عن ابن شهاب]

 دقق لو سكت النبي بعد سماعها هذا الكلام لكان كلامها صحيحاً واندرج في السنة ، فقال لها :

(( رَحْمَةُ اللَّهِ عَلَيْكَ أَبَا السَّائِبِ فَشَهَادَتِي عَلَيْكَ لَقَدْ أَكْرَمَكَ اللَّهُ ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : وَمَا يُدْرِيكِ أَنَّ اللَّهَ قَدْ أَكْرَمَهُ ؟ فَقُلْتُ : بِأَبِي أَنْتَ يَا رَسُولَ اللَّهِ فَمَنْ يُكْرِمُهُ اللَّهُ ؟ فَقَالَ : أَمَّا هُوَ فَقَدْ جَاءَهُ الْيَقِينُ وَاللَّهِ إِنِّي لَأَرْجُو لَهُ الْخَيْرَ وَاللَّهِ مَا أَدْرِي وَأَنَا رَسُولُ اللَّهِ مَا يُفْعَلُ بِي ، قَالَتْ : فَوَاللَّهِ لَا أُزَكِّي أَحَدًا بَعْدَهُ أَبَدًا ))

[ رواه البخاري عن ابن شهاب]

 الحكم على المستقبل يقيناً هذا من الله عز وجل ، أما العبد فلا يستطيع أن ينزل حكماً على معين ، كلامي دقيق في العقيدة ، لا يوجد إنسان مسموح له أن ينزل حكماً إلهياً جاء بالكتاب والسنة على شخص معين ، من قال كذا فقد كفر ، لا يوجد مشكلة ، من فعل كذا فقد كفر ، من أمسك بالمصحف وألقاه على الأرض أمام الناس فقد كفر ، أنت لا تستطيع أن تنزل حكماً قرآنياً أو نبوياً على معين ، هذا من شأن الله وحده والدليل :

﴿ وَكَمْ أَهْلَكْنَا مِنَ الْقُرُونِ مِنْ بَعْدِ نُوحٍ وَكَفَى بِرَبِّكَ بِذُنُوبِ عِبَادِهِ خَبِيرًا بَصِيرًا (17)﴾

[ سورة الإسراء]

 هذا الأدب مع الله ، قال النبي صلى الله عليه وسلم :

(( أدَّبني ربي فأحسن تأديبي ))

[ من الجامع الصغير عن ابن مسعود ]

المذيع :
 الإنسان يكون بين الخوف وبين الرجاء ، الخوف من ألا تقبل عبادته فيعطيه دافعاً على إتقانها ، وبين حسن الظن والرجاء بأن الله يقبلها برحمته ومغفرته الواسعة سبحانه وتعالى ، يعيش بين خوف ورجاء .

المؤمن دائماً بين خوف ورجاء :

الدكتور محمد راتب النابلسي :
 لكن هناك خوف قاتل ، خوف محبط ، وهناك أمل ساذج ، كطرفة ؛ شخص وجد في الأرض حدوة حصان قال : أمنت مستقبلي ، قيل له : كيف ؟ قال : هذه واحدة سبعة أخر صار عندي أحصنة وعربة أصبحت عربجياً ، يوجد تفاؤل أبله ، ساذج ، وتشاؤم قاتل ، والمؤمن بين التشاؤم القاتل السوداوي اليائس وبين التفاؤل السخيف .
 إنسان وضع في بيته آية الكرسي ممتاز لكن هذه لا تكفي ، وضع في سيارته مصحفاً هذا لا يكفي ، تحتاج إلى استقامة ، دخل حلال ، إنفاق حلال ، بيت منضبط ، بناته محجبات ، أو محشومات بدرجة عالية جداً ، زوجته مؤمنة ، عمله مشروع ، عمله ليس فيه معصية ، ليس فيه ربا ، مادام هناك التزام بدءاً من فراش الزوجية وانتهاء بالعلاقات الدولية الله عز وجل رحيم وغفور وودود ، أما بدون استقامة ، دخل ، إنفاق ، سهرات ، نزهات ، رحلات ، مؤتمرات ، كله اختلاط وإطلاق بصر ، ونفاق وكذب للأقوياء .
المذيع :
 هل مواصلة العبادة في رمضان وما بعد رمضان هي من علامات قبول العبادة في رمضان ؟

رمضان نقلة نوعية في كل شيء :

الدكتور محمد راتب النابلسي :
 صدق ولا أبالغ وأنا لست معصوماً في كلامي ولكن يغلب على ظني أنه من عاد بعد رمضان إلى ما كان قبل رمضان فكأنه ما صام رمضان ، رمضان نقلة نوعية بعلاقاته ، بصيامه ، بقيامه ، بضبط بصره ، بضبط دخله ، بإنفاقه ، بعلاقاته العامة ، فنقل نقلة نوعية ، فإذا عاد بعد رمضان إلى ما كان قبل رمضان كأنه ماصام رمضان ، طبعاً قالها الشاعر أحمد شوقي ، ولكن أقسم بالله أنه ما فعلها :

رَمَضانُ وَلّى هاتِها يا ساقي  مُشتاقَةً تَسعى إِلى مُشتاقِ
***

 نحن ما هي مشكلتنا ؟ برمضان نصلي التراويح ونصلي الفجر في الجامع ، لكن إذا ما عدنا بعد رمضان كما كنا قبل رمضان هذه نكسة كبيرة جداً .
المذيع :
 الهمم تكون ...

حاجة كل مؤمن إلى صحبة صالحة وحاضنة إيمانية :

الدكتور محمد راتب النابلسي :
 تحتاج إلى صحبة صالحة ، حاضنة إيمانية :

﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ (119)﴾

[ سورة التوبة ]

﴿ وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ وَلَا تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ تُرِيدُ زِينَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَلَا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَنْ ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطاً (28)﴾

[ سورة الكهف ]

 لفتة نحوية أغلفنا لا تعني أننا جعلناه غافلاً ، مستحيل ، هذه عقيدة الجبر ، أخطر عقيدة بالدين ، أغفلنا باللغة العربية وجدناه غافلاً ، عاشرت القوم فما أبخلتهم ، ما وجدتهم بخلاء ، عاشرت القوم فما أجبنتهم ، ما وجدتهم جبناء ..

﴿ وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ وَلَا تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ تُرِيدُ زِينَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَلَا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَنْ ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطاً (28)﴾

[ سورة الكهف ]

 أي وجدنا هذا العبد غافلاً عن الله ..

﴿ وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ وَلَا تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ تُرِيدُ زِينَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَلَا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَنْ ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطاً (28)﴾

[ سورة الكهف ]

 تحتاج إلى حاضنة إيمانية ، سهرة مع مؤمنين ، رحلة مع مؤمنين ، علاقات عمل ، أنت موظف في دائرة قد يكون رئيس الدائرة ليس له علاقة بالدين إطلاقاً ، أنت مكلف بدوام محدد ، بأداء معين ، هذه علاقات عمل ، العلاقات الحميمة ، أي نزهة مشتركة ، سهرات للساعة الثانية ليلاً مشتركة ، إذا ما كان الآخر مؤمناً هناك مشكلة ، عندي قيم بأي مكان جلست به ، بأي سهرة سهرتها ، بأي نزهة عملتها ، إذا استطاع الآخرون أن يجروك إليهم ، إلى التقصير بالصلاة ، إلى التقصير في غض البصر ، في تحري الحلال ، انسحب منهم بانتظام ، أما إذا استطعت أن تجرهم إليك بإيمانهم ، بصلواتهم ، فابق معهم ، هذه اسمها : لعبة شد الحبل ..
المذيع :
 هل من نصيحة في الليالي العشرة الأخيرة من رمضان للأخوة المستمعين ؟

نصيحة للأخوة المستمعين :

الدكتور محمد راتب النابلسي :

(( من صام رمضان إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه ))

[ متفق عليه عن أبي هريرة ]

(( من قام رمضان إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه ))

[ متفق عليه عن أبي هريرة ]

 شخص يوجد عليه ثلاثون مليوناً ، وحُجز على أملاكه المنقولة وغير المنقولة ، قيل له : افعل بثلاثين يوماً هذا وأنت معفى ، ما قولك ؟ أن تنجو من كل الذنوب ، دقيقة ...

(( من صام رمضان إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه ))

[ متفق عليه عن أبي هريرة ]

(( من قام رمضان إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه ))

[ متفق عليه عن أبي هريرة ]

 أن نعود بعد رمضان إلى ما كنا قبل رمضان والله لا أبالغ كأننا ما صمنا رمضان .
المذيع:
 نختم لقاءنا بدعاء .

الدعاء :

الدكتور راتب :
 اللهم أصلح لنا ديننا الذي هو عصمة أمرنا ، وأصلح لنا دنيانا التي فيها معاشنا ، وأصلح لنا آخرتنا التي إليها مردنا ، واجعل الحياة زاداً لنا من كل خير ، واجعل الموت راحة لنا من كل شر ، مولانا رب العالمين ، اللهم اكفنا بحلالك عن حرامك ، وبطاعتك عن معصيتك ، وبفضلك عمن سواك ، اللهم لا تؤمنا مكرك ، ولا تهتك عنا سترك ، ولا تنسنا ذكرك ، اجعل هذا البلد آمناً سخياً رخياً وسائر بلاد المسلمين ، اللهم أعطنا ولا تحرمنا ، أكرمنا ولا تهنا ، آثرنا ولا تؤثر علينا ، أرضنا وارض عنا ، وصلى الله على سيدنا محمد النبي الأمي وعلى آله وصحبه وسلم ....

خاتمة و توديع :

المذيع :
 بارك الله بكم فضيلة العلّامة الدكتور محمد راتب النابلسي ، نسأل الله أن يجعلنا من عباده الواصلين لأرحامهم ، سبحانك اللهم وبحمدك ، نشهد أن لا إله إلا أنت ، نستغفرك ونتوب إليك .

الاستماع للدرس

00:00/00:00

إخفاء الصور