وضع داكن
30-11-2024
Logo
أسماء الله الحسنى وعلاقتها برمضان - المقال : 09 - اسم الله الشكور وعلاقته برمضان.
رابط إضافي لمشاهدة الفيديو اضغط هنا
×
   
 
 
 بسـم اللـه الرحمـن الرحيـم  
 

من أسماء الله الحسنى: الشكور.

 تجليات اسم الله ( الشكور ) في رمضان.

معاني الشكور:

 الشكور مبالغة من شكر.
 فالإنسان قد يعيش في الدنيا لسنوات معدودات، فإذا أطاع الله في هذه السنوات وهبه حياةً أبدية لا تنقضي.
 فالشكور يعطيك على الشيء القليل الشيء الكثير .
 كما قال ربنا في الحديث القدسي:

(( أعددت لعبادي الصالحين ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر))

[ أخرجه البخاري ومسلم]

دوائر معرفة الإنسان.

1- دائرة المشاهدات.

 فكل واحد منا له دائرة مشاهدات، وهي دائرة ضيقة نوعاً ما، فقد يزور الإنسان مجموعة من البلدان ويشاهدها.

2- دائرة المسموعات.

 لكن دائرة المشاهدات إذا قيست بدائرة المسموعات فهي لا شيء فالإنسان مهما زار من البلدان فلا بد أنه سمع ببلدان ولم يزرها.

3- دائرة الخواطر.

أما دائرة الخواطر فهي أوسع دائرة، فقد يخطر على قلبك جبل طوله من هنا إلى الشمس، وقد يخطر على قلبك إنسان إذا وقف على الأرض اقترب من القمر، ودائرة الخواطر لا نهاية لها.
 أما عطاء الله تعالى فيتجاوز في حدوده الخواطر.
 والمعنى الآخر لكلمة " شكور " هو المعنى العددي.
 فلا يمكن أن تقدم شيئاً لله عز وجل إلا ويشكرك عليه، مهما بدا لك صغيراً.
 عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِي اللَّهُ عَنْهُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَال:

(( بَيْنَا رَجُلٌ يَمْشِي فَاشْتَدَّ عَلَيْهِ الْعَطَشُ فَنَزَلَ بِئْرًا فَشَرِبَ مِنْهَا ثُمَّ خَرَجَ فَإِذَا هُوَ بِكَلْبٍ يَلْهَثُ يَأْكُلُ الثَّرَى مِنَ الْعَطَشِ فَقَالَ لَقَدْ بَلَغَ هَذَا مِثْلُ الَّذِي بَلَغَ بِي فَمَلأ خُفَّهُ ثُمَّ أَمْسَكَهُ بِفِيهِ ثُمَّ رَقِيَ فَسَقَى الْكَلْبَ فَشَكَرَ اللَّهُ لَهُ فَغَفَرَ لَهُ قَالُوا يَا رَسُولَ اللَّهِ وَإِنَّ لَنَا فِي الْبَهَائِمِ أَجْرًا قَالَ فِي كُلِّ كَبِدٍ رَطْبَةٍ أَجْرٌ))

[ أخرجه البخاري ومسلم]

الخلاصة.

 قد تقدم خدمة لإنسان، ولا يستطيع أن يشكرك عليها، إلا إذا عرفك أو عرف أنك أنت الذي قدمتها، قال تعالى:

﴿ مَا يَفْعَلُ اللَّهُ بِعَذَابِكُمْ إِنْ شَكَرْتُمْ وَآمَنْتُمْ وَكَانَ اللَّهُ شَاكِرًا عَلِيمًا﴾

[ سورة النساء الآية: 147]

 فهو يعلم أي عمل مهما بدا صغيراً، ويشكر عليه حتى لو أنقذت نملة، أو هدأت من روع إنسان خائف، لو أطعمت إنساناً جائعاً، فكل شيءٍ محفوظ عِنَدَ الله وهو عليم به شاكر لصاحبه.
 أما المؤمن فعليه أن يتخلق بالشكر، والشكر في حق العباد:
 شكر باللسان، وشكر بالعمل، ولن يكون الشكر باللِسان ولا بالعمل إلا إذا عرف المرء النعمة، فأساس الشُكر المعرفة.

تجليات اسم الله الشكور في رمضان.

وفي رمضان الخير يتجلى اسم الشكور الذي يشكر لك صيامك وقيامك فيدخل على قلبك من السكينة ما يسعدك ويجعلك في غاية القرب والأنس بالله تعالى، وأكثر ما يظهر ذلك في يوم الجائزة يوم الفطر حين يفرح المؤمن بصومه وفي يوم الحشر حيث يفرح بلقاء ربه وصدق رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ يقول:

(( لِلصَّائِمِ فَرْحَتَانِ فَرْحَةٌ عِنْدَ فِطْرِهِ وَفَرْحَةٌ عِنْدَ لِقَاءِ رَبِّهِ ))

[أخرجه البخاري ومسلم وأبو داود والترمذي والنسائي ومالك في الموطأ]

نص الزوار

اللغات المتوافرة

إخفاء الصور