وضع داكن
30-11-2024
Logo
الروائع العلمية : الرائعة 056 - الحيوانات الأليفة (الميركات).
رابط إضافي لمشاهدة الفيديو اضغط هنا
×
   
 
 
 بسـم اللـه الرحمـن الرحيـم  
 

  الحيوانات الأليفة (الميركات).


الدكتور راتب :
 نحن في موضوع الحياة الاجتماعية عند الحيوان ، والحقيقة لا بد من ملاحظة مهمة جداً ، أن الحياة الاجتماعية عند الحيوان بأمر تكويني ، بينما حياتنا الاجتماعية وفق منهج الله بأمر تكليفي ، فالإنسان قد يعصي وقد لا يطيع ، فيظهر الفساد في الأرض أما في عالم الحيوان ليس هناك فساد إطلاقاً لأن تنفيذ الحيوان لمنهج الله في أمور الحياة والعلاقات تكويني ، أمر إلهي ليس له الخيرة .
 أستاذ علاء الحيوانات الأليفة هذه المسماة الميركات تعيش بشكل جماعي ، هناك تضامن وتضحية خارقة فيما بينها ، وهذا أمر هام جداً في حياتها ، لأن المنطقة التي تعيش فيها خطيرة جداً وأكثر هذه الأخطار يأتي من الجو .

  تضحية بعض أفراد الميركات تنجي المجموعة كلها:


 تنتشر هذه الحيوانات في الأراضي المحيطة لإيجاد الطعام بعد مراقبة أمينة ، لكل فرد في هذه الجماعة مهمة تتناوب الأفراد الحراسة ، فبعضها يحرس بين الشجيرات لرصد الخطر القادم من خلفها ، وبعضها في قمم الأشجار ، وتقف الواحدة منها لساعات طويلة تحت أشعة الشمس الحارقة دون أكل أو شرب ، يشعر النسر بوجودها يطلق الحارس إشارات الإنذار التي تنبه الآخرين ، تضحية بعض الأفراد تنجي المجموعة كلهاالمسؤولية الكبرى للفريق تربية الصغار وحمايتها ، يتناوب الأفراد فيما بينهم يومياً لرعاية الصغار فيبقى أحدهم معها في العش وهذه النوبة تكون بالدور كالحراسة آنفاً .
 نظام بديع ورائع ، ولا يتردد المسؤول عن الرعاية بالتضحية بنفسه من أجل الصغار ، هذا خلاف نظرية دارون ، أن الحيوان يحافظ على وجوده ولو على حساب من حوله ، الوجود للأقوى .

رحمة الحيوان بصغاره :


 ها هنا مثال لقد ابتعدت الميركات عن العش لإيجاد طعام لها ، في هذا اليوم الصائب عند عودتها واجهت وضعاً خطيراً ، لقد تربص ابن آوى بها في مدخل العش الذي يوجد فيه الصغار ، تقترب أحد الميركات من العش لإنقاذ الصغار هدفها منع ابن آوى من الوصول إلى الصغار في العش ، خيم الظلام وما تزال الميركات تدافع عن العش بوضع نفسها كدرع أمام الخطر ، عندما انجلى الظلام ظهرت آثار المعركة التي نشبت في ظلمة الليل ، لقد أبعد ابن آوى وأنقذ الصغار لقد ضحى فرد فتي من الميركات بنفسه وجُرح جروحاً بالغة ، تسارع الأم من الاقتراب من هذا الجريح ، الحالة سيئة للغاية لابدّ لهذه الحيوانات من الخروج لأجل الطعام ، ولكن الفدائي لقد أثقلته الجراح فهو يمشي بصعوبة بالغة ، عندما نفذت طاقته استلقى في الحفرة ، لكن الأم لا تترك صغيرها وحدهم بل تظهر وفاءً مثالياً فلا تغادر المكان حتى يغادر صغيرها الحياة ، إن هذه التصرفات المحيرة تجعل الإنسان يسجد لمن ألهمها ذلك .
هذه ومضة من رحمة الحيوان وكأنها درس بليغ للإنسان ، فالذي يهمل أولاده يكون أدنى من الحيوان .

المصدر: الإيمان هو الخلق - مقومات التكليف - الندوة : 62 - الشرع ـ العلاقة بين الأمر الإلهي نهياً ونتائجه ـ الحياة الاجتماعية للحيوانات 1

الاستماع للدرس

00:00/00:00

إخفاء الصور