- الحديث الشريف / ٠1شرح الحديث الشريف
- /
- ٠2دروس جامع الاحمدي
الحمد لله رب العالمين, والصلاة والسلام على سيدنا محمد الصادق الوعد الأمين.
تمهيد :
أيها الأخوة الكرام؛ أحياناً يفهم الناس الدين فهماً خاطئاً, ينحرف, فهم الناس لحقيقة الدين, لا بد من تجديد المفاهيم, لذلك ربنا سبحانه وتعالى تكفل أن يبعث على رأس كل مئة عام من يجدد لهذه الأمة دينها.
عن أبو هريرة رضي الله عنه أَنَّ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم قال:
(( إِنَّ الله يبعث لهذه الأمة على رأس كل مائة سنة من يُجَدِّد لها دينها))
من لا تعني أنه رجل واحد, تعني أنهم رجال كثيرون, فأي إنسان أراد أن يصحح المفاهيم, هو ممن ينطبق عليه هذا الحديث الشريف.
مثل قريب...
لو أن واحداً منا توهم أنه كلما ازداد وزنه كان أكثر صحة.
هذا مفهوم خاطئ.
لأن الوزن العالي سبب لأمراض عديدة, ووبيلة, وخطيرة, فكلما قل وزن الإنسان, كان أكثر صحة.
فلو أن الإنسان توهم أن زيادة الوزن دليل الصحة, فهو واهم, ويحتاج إلى تصحيح في فهمه.
لو توهم إنسان أن الملح الشديد في الطعام يخفض الضغط, يحتاج إلى تصحيح مفاهيم.
أدلة عقلية لتصحيح المفاهيم:
الآن لندخل في موضوع درسنا...
يقول لك إنسان: فلان دين.
تقول له: ما الدليل؟
يقول لك: يصلي.
يقول: لا.
الصلاة شرط لازم غير كاف.
فلان دين...
ما الدليل؟
يحج بيت الله الحرم.
نقول: لا.
الحج شرط لازم غير كاف.
يؤدي زكاة ماله.
لا.
vتأدية الزكاة شرط لازم غير كاف.
لا بد من تصحيح المفاهيم, لأن الإنسان إذا عرف الحقيقة, تحرك حركة صحيحة, أما إذا أخطأ في مفهوماته, انحرف في سلوكه, فأي خطأ في التصور, يتبعه خطأ في السلوك, أي خطأ في التصور, يتبعه خطأ في السلوك.
حديث صحيح لتصحيح المفاهيم الإسلامية:
أيها الأخوة, سأضع بين أيديكم حديثاً شريفاً صحيحاً, ورد في البخاري, وهذا الحديث, والله الذي لا ﺇله إلا هو لو عقلناه, وفهمنا أبعاده, لكنا في حال غير هذا الحال.
النبي عليه الصلاة والسلام بأسلوبه التربوي, بأسلوب السؤال والجواب, بأسلوب الحوار, سأل أصحابه مرة, فقال لهم:
(( أتَدْرُونَ ما المُفْلِسُ ؟ ))
أكثركم تجار, يعني لا توجد حالة أصعب للتاجر من أن يفلس, أن يعلن إفلاسه.
(( قالوا: المفْلسُ فينا من لا درهم له ولا متاع))
فقد رأس ماله, وعليه ديون, وعليه ضغط شديد, وفضح بين التجار, وكشفت حساباته, وبارت بضاعته, وكثر طالبوه, هذا هو المفلس.
وهذا الحديث من أحاديث تصحيح المفاهيم, لأن النبي عليه الصلاة والسلام لعله أدرك ببعد نظره, أو لعل الله أوحى إليه أنه سيأتي على الناس زمان, يتوهمون أن كل من أدى الصلوات الخمس كان ديناً.
فقال عليه الصلاة والسلام:
(( إن المفْلسَ مَنْ يأتي يوم القيامة بصلاة))
مفلس سينتهي إلى النار.
(( مَنْ يأتي يوم القيامة بصلاة وصيام وزكاة))
دققوا في قوله تعالى:
﴿ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَفَرُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ﴾
منهم, كفروا:
﴿وَلَا يَأْتُونَ الصَّلَاةَ إِلَّا وَهُمْ كُسَالَى وَلَا يُنْفِقُونَ إِلَّا وَهُمْ كَارِهُونَ﴾
وصفهم الله عز وجل بالكفر, وأثبت لهم الصلاة, والإنفاق.
(( إن المفْلسَ مَنْ يأتي يوم القيامة بصلاة وصيام وزكاة))
من هنا قلت في مطلع الدرس: الصلاة شرط لازم غير كاف, والحج شرط لازم غير كاف, والعمرة شرط لازم غير كاف.
(( ويأتي قد شَتَمَ هذا ، وقذفَ هذا ، وأكل مال هذا ، وسفك دم هذا ، وضرب هذا ، فيُعطَى هذا من حسناته ، وهذا من حسناته ، فإن فَنيَتْ حَسَناتُهُ قبل أن يُقْضى ما عليه ، أُخِذَ من خطاياهم فطُرِحَتْ عليه ، ثم يُطْرَحُ في النار))
ما قولكم: هل تنفع الصلاة مع أكل مال الحرام؟ لا والله.
هل ينفع الحج مع شتم الناس والطعن بهم؟
هل تنفع الزكاة مع إيقاع النميمة بينهم؟ إيقاع العداوة والبغضاء؟.
لو تتبعت سلوك المسلمين كذب, غيبة, نميمة, أكل مال حرام, علاقات غير شرعية, لقاءات غير منتظمة, اختلاط, نزهات, يجلسون في أماكن توزع فيها الخمور, ينظرون إلى بعضهم بعضاً وهم عرايا, من ثياب الحشمة والفضيلة.
الفهم الخاطئ للدين:
أيها الأخوة؛ فهؤلاء المسلمون الذين فهموا أن الدين صلاة, وصيام, وحج, وزكاة, هؤلاء فهموا الدين فهماً خاطئاً, كذلك لا بد من أن نرجع إلى فهم سيدنا جعفر بن أبي طالب, لما سأله النجاشي: حدثنا عن هذا الدين, قال:
((كنا قوماً أهل جاهلية, نعبد الأصنام, ونأكل الميتة, ونأتي الفواحش, ونقطع الأرحام, ونسيء الجوار, ويأكل القوي منا الضعيف, حتى بعث الله إلينا رسولاً منا, نعرف نسبه, وصدقه, وأمانته, وعفافه, فدعانا إلى الله لتوحيده, ولنعبده, ونخلع ما كنا نعبد نحن, وآباؤنا من دونه, من الحجارة والأوثان, وأمرنا بصدق الحديث, وأداء الأمانة, وصلة الرحم, وحسن الجوار, والكف عن المحارم والدماء))
أيها الأخوة؛ أتمنى على أخوتنا الحاضرين, ألا يتوهم لثانية واحدة أنه إذا أدى الصلوات الخمس كان ديناً, إذا صام رمضان كان ديناً, أنه إذا أدى زكاة ماله كان ديناً, أنه إذا حج إلى بيت الله الحرام كان ديناً.
نقول: هذه عبادات مفروضة يجب أن تؤدى, ولكنها مجتمعة شرط لازم غير كاف, لا بد من التعامل بالدرهم والدينار.
قال:
(( يا هذا, ائتن بمن يعرفك))
سيدنا عمر لرجل, يحتاج إلى شاهد معرف.
فجاءه برجل.
قال: أتعرفه؟
قال: أعرفه.
قال: هل سافرت معه؟
قال: لا.
هل حاككته بالدرهم والدينار؟
قال: لا.
قال: هل جاورته؟
قال: لا.
قال له: أنت لا تعرفه, ائتن بمن يعرفك, أنت لا تعرفه.
معنى ذلك: لا ينبغي أن نتوهم أننا إذا صلينا الصلوات الخمس كنا دينين, أننا إذا صمنا رمضان كنا دينين, أننا إذا حججنا بيت الله الحرام كنا مسلمين, أننا إذا أدينا زكاة مالنا انتهى كل شيء, دينك يظهر في بيعك وشرائك, دينك يظهر في كلامك.
(( كبُرتْ خيَانة تحدِّثَ أخاكَ حديثاً هوَ لك بُه مُصدِّق ، وأنتَ له به كاذبُ))
رجل ممن صحب رسول الله صلى الله عليه وسلم, باع بيعة خلاف منهج رسل الله, وخلاف أمر النبي, فقالت السيدة عائشة قولوا له:
(( قد أبطل جهادَه مع رسولِ الله صلى الله عليه وسلم))
صدقوني أيها الأخوة, هناك أعمال يفعلها الناس, بإمكانك أن تقول لأحدهم: ضع صلاتك, وصيامك, وحجك, وزكاتك في الحاوية.
الإنسان حينما يكذب, خرج من الإيمان.
حينما يغش الناس, حينما يخادعهم, حينما يأكل أموالهم بغير حق, حينما يوقع بينهم العداوة والبغضاء, حينما يقسو قلبه, أليس هناك أناس كثيرون يحرمون بناتهم من الإرث؟ قد تعبد الله ستين عاماً, ثم تحرم المستحق من إرثك.
قال عليه الصلاة والسلام:
(( إن الرجل ليعمل والمرأة بطاعة الله ستين سنة ، ثم يحضرهما الموت ، فَيضِاران في الوصية ، فتجب لهما النار))
الدين منهج, يبدأ في علاقتك مع جسمك, في علاقتك مع زوجتك, مع أولادك, مع زبائنك, في بيعك, في شرائك, في لهوك, في سفرك, في حصرك, في إقامتك.
من الحج إلى ألمانيا, يوجد معرض ضخم قبل شهر, مساء إلى أين؟ إلى النوادي, أين يوجد شارع, أين يوجد ملاه, أين توجد نوادي ليلية, من الحج إلى ألمانيا, بحضور معرض, لهدف تجاري, هذا المعرض فهمناه, وهذا الذي يجري مساء, كيف تغطيه أيها الحاج الكريم؟ لذلك: حينما يفسق الإنسان, لا يقيم له الله وزنا؛ لا هو, ولا لصلاته, ولا لحجه, ولا لزكاته:
﴿إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ﴾
((من لم تنهه صلاته عن الفحشاء والمنكر, لم يزدد من الله إلا بعداً))
((من لم يدع قول الزور والعمل به, فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه))
﴿قُلْ أَنْفِقُوا طَوْعاً أَوْ كَرْهاً لَنْ يُتَقَبَّلَ مِنْكُمْ إِنَّكُمْ كُنْتُمْ قَوْماً فَاسِقِينَ﴾
لبيك اللهم لبيك, يقال له:
((لا لبيك ولا سعديك, وحجك مردود عليك))
تصحيح المفاهيم:
نحتاج إلى تصحيح المفاهيم, آلاف الأشخاص يقول لك: فلان دين, لكنه يكذب, لا, ليس ديناً, لعلك رأيته يصلي, ليست الصلاة مؤشراً دقيقاً على أنه دين, هذه حركات وسكنات, يؤديها كل إنسان, بل ﺇنه يتوهم أنه ديناً:
﴿وَقَالُوا لَنْ تَمَسَّنَا النَّارُ إِلَّا أَيَّاماً مَعْدُودَةً﴾
اليهود:
﴿تِلْكَ أَمَانِيُّهُمْ﴾
﴿قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ﴾
﴿بَلَى مَنْ كَسَبَ سَيِّئَةً وَأَحَاطَتْ بِهِ خَطِيئَتُهُ فَأُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ﴾
يا فاطمة بنت محمد, يا عباس عم رسول الله, أنقذا نفسيكما من النار, أنا لا أغني عنكما من الله شيئا, لا يأتيني الناس بأعمالكم وتأتوني بأنسابكم, من يبطئ به عمله, لم يسرع به نسبه.
يقول عليه الصلاة والسلام:
أمتي أمتي, فيقول الله له, أو فيقال له: لا تدري ماذا أحدثوا بعدك؟ يقول: سحقاً سحقاً
الخلاصة:
أردت من هذا الدرس, ومن هذا الحديث الخطير, هذا حديث خطير جداً:
(( أتَدْرُونَ ما المُفْلِسُ ؟ قالوا: المفْلسُ فينا من لا درهم له ولا متاع. قال: إن المفْلسَ مَنْ يأتي يوم القيامة بصلاة وصيام وزكاة، ويأتي قد شَتَمَ هذا، وقذفَ هذا، وأكل مال هذا، وسفك دم هذا، وضرب هذا، فيُعطَى هذا من حسناته، وهذا من حسناته، فإن فَنيَتْ حَسَناتُهُ قبل أن يُقْضى ما عليه، أُخِذَ من خطاياهم فطُرِحَتْ عليه، ثم يُطْرَحُ في النار))
ثمانية آلاف دعوى بقصر العدل كيدية, أكثر المدعي مسلمون, والمدعى عليهم مسلمون, هناك طرف على باطل.
فالعبرة أيها الأخوة؛ في الطاعة.
((ركعتان من ورع خير من ألف ركعة من مخلط))
من لم يكن له ورع يصده عن معصية الله إذا خلا, لم يعبأ الله بشيء من عمله.
(( قالوا: المفْلسُ فينا من لا درهم له ولا متاع. قال: إن المفْلسَ مَنْ يأتي يوم القيامة بصلاة وصيام وزكاة، ويأتي قد شَتَمَ هذا، وقذفَ هذا، وأكل مال هذا، وسفك دم هذا، وضرب هذا، فيُعطَى هذا من حسناته، وهذا من حسناته، فإن فَنيَتْ حَسَناتُهُ قبل أن يُقْضى ما عليه، أُخِذَ من خطاياهم فطُرِحَتْ عليه، ثم يُطْرَحُ في النار))
هذا الحديث حديث تصحيح المفاهيم.
((يا رسول الله, إن فلانة ذكر من كثرة صلاتها, وصيامها, غير أنها تؤذي جيرانها بلسانها, قال: هي في النار))
(( لا يدخل الجنة قَتَّات))
((لا يدخل الجنة نمام))
صدقوني, أن معظم كلام الناس من النميمة؛ في لقاءاتهم, في ولائمهم, في نزهاتهم, في سهراتهم, فلان قال عنك كذا, يشتمه, ينقل عنك شتمك, وهو يصلي, وهو يصوم, والنمام لا يدخل الجنة, لذلك: لا تنعقد الصلة بالله؛ إلا إذا استقمت على أمره, إلا إذا اصطلحت معه, إلا إذا تبت إليه توبة نصوحة، إذا تاب العبد توبة, توبة نصوحة, أنسى الله حافظيه, والملائكة, وبقاع الأرض خطاياه وذنوبه. هكذا قيل.
ويقول عليه الصلاة والسلام:
(( بَادِرُوا بِالْأَعْمَالِ الصَّالِحَةِ))
(( ما ينتظر أحدكم إلا غنى مطغيا أو فقرا منسيا أو مرضا مفسدا أو هرما مفندا أو موتا مجهزا أو الدجال والدجال شر غائب ينتظر أو الساعة والساعة أدهى وأمر))
فماذا ينتظر أحدكم من الدنيا؟.
يعني: إنسان أراد الدنيا؛ أراد مالها, أراد نساءها, أراد بيوتها, أراد مزارعها, أراد متعها, أراد مباهجها, ماذا ينتظره من الدنيا؟ عاش أربعين, خمسين, ستين, خمساً وستين, سبعين, خمساً وسبعين, ماذا ينتظره؟ هل تنتظرون إلا فقراً منسيا؟ كم إنسان كان غنياً افتقر!! أو غنى مطغياً, وهل تصدقون: أن الغنى أحياناً من أكبر المصائب, كان فقيراً مستقيماً, فلما اغتنى انحرف, سبب انحرافه المال الذي بين يديه, هذا المال سماه النبي مصيبة، هل تنتظرون فقراً منسياً, أو غنى مطغياً, أو مرضاً مفسداً, كم مرض مفسد يفسد على الإنسان حياته؟ كم مرض عضال يجعل حياته جحيماً لا يطاق؟ من منا يضمن أن يعيش سليماً إلى ساعة؟.
ألم يقل النبي: اللهم إني أعوذ بك من فجأة نقمتك, وتحول عافيتك, وجميع سخطك, أعوذ بك أن ينزل بي غضبك, أو يحل بي سخطك, لك العتبى حتى ترضى.
لذلك أيها الأخوة:
(( ما ينتظر أحدكم إلا غنى مطغيا أو فقرا منسيا أو مرضا مفسدا أو هرما مفندا))
أيها الأخوة؛ فالإنسان إن لم يمض شبابه في طاعة الله, ينتظره عمر لا يدري كيف يكون؟:
﴿وَمِنْكُمْ مَنْ يُرَدُّ إِلَى أَرْذَلِ الْعُمُرِ لِكَيْ لَا يَعْلَمَ بَعْدَ عِلْمٍ شَيْئاً﴾
موعظة من خلال قصة:
كان في إنسان, يعني يعمل في الطب, قصة قديمة من سبعين, ثمانين سنة, لا يخرج من بيته إلا بشرطين, ليرة ذهبية وعربية, قلب كالحجر, جمع ثروة طائلة, أشاد بناء, يعد الأول في دمشق, في أحد أحياء دمشق الراقية, مطل على الشام, حجر مزخرف منحوت, ثم أصيب بفالج, زوجته ضاقت به ذرعا, وضعته في قبو, ترسل له من حين إلى آخر طعامه, هو يسأل: أين فلانة الصانعة؟.
لا تأتي, مرة جاءته, وشتمته, وبالغت في القسوة, وبعد حين نقلته إلى بيت بعيد عن البيت, هو الذي أنشأ البناء.
يعني: من منا يضمن شيخوخته؟.
كان أحد العلماء الكبار في الشام, كان عمره ستة وتسعين عاماً, وكان منتصب القامة, حاد البصر, مرهف الأذن, قوي الذاكرة, فكان تلاميذه يقولون له: يا سيدي ما هذه الصحة التي أكرمك الله بها؟ كان يقول: يا بني حفظناها في الصغر فحفظها الله في الكبر, من عاش تقياً عاش قوياً, ومن تعلم القرآن متعه الله بعقله حتى يموت.
أما لي صديق يقول لي, له أم وضعها على ديوان, وربط يديها ورجليها, قلت: لماذا؟ قال: لو أطلقت يداها, لخلعت ثيابها, وأكلت غائطها:
﴿وَمِنْكُمْ مَنْ يُرَدُّ إِلَى أَرْذَلِ الْعُمُرِ لِكَيْ لَا يَعْلَمَ بَعْدَ عِلْمٍ شَيْئاً﴾
لذلك قال عليه الصلاة والسلام:
(( بَادِرُوا بِالْأَعْمَالِ الصَّالِحَةِ))
(( ما ينتظر أحدكم إلا غنى مطغيا أو فقرا منسيا أو مرضا مفسدا أو هرما مفندا أو موتا مجهزا أو الدجال والدجال شر غائب ينتظر أو الساعة والساعة أدهى وأمر))
الخاتمة:
أيها الأخوة؛ من تصحيح المفاهيم هذه الأحاديث؛ الدين الذي يقف عند الحلال والحرام, الدين الذي يأخذ ماله ويدع ما ليس له, الدين هو الذي يجده الله حيث أمره ويفتقده حيث نهاه, الدين هو الورع, الدين الذي لا يخرج عن منهج الله, أما الصلاة, والصوم, والحج, والزكاة, هذه فرائض, إلا أنها شرط لازم عير كاف, والحمد لله رب العالمين.
بسم الله الرحمن الرحيم, الحمد لله رب العالمين, والصلاة والسلام على سيدنا محمد الصادق الوعد الأمين.
اللهم أعطنا ولا تحرمنا, أكرمنا ولا تهنا, آثرنا ولا تؤثر علينا, أرضنا وارض عنا, وجزى الله عنا سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم ما هو أهله, وجزى عنا أستاذنا الجليل ما أهله, والحمد لله رب العالمين, الفاتحة.