وضع داكن
30-11-2024
Logo
القضاء - الدرس : 3 - شفاعة القاضي.
  • الفقه الإسلامي / ٠6العبادات التعاملية
  • /
  • ٠5القضاء
   
 
 
 بسـم اللـه الرحمـن الرحيـم  
 

 الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة والتسليم على سيدنا محمد الصادق الوعد الأمين، اللهم لا علم لنا إلا ما علمتنا إنك أنت العليم الحكيم، اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا، وزدنا علماً، وأرنا الحق حقاً وارزقنا اتباعه، وأرنا الباطل باطلاً وارزقنا اجتنابه، واجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه، وأدخلنا برحمتك في عبادك الصالحين.

كل إنسانٍ لابد من أن يقف موقف القاضي في حياته :

 أيها الأخوة المؤمنون، لا زلنا في موضوع القضاء، ولا زلنا منطلقين من مقولة أن كل إنسانٍ لابد من أن يقف في موقف القاضي في يوم من أيام حياته، بل في بعض أيام حياته، و بعض الناس يقف هذا الموقف في معظم أيام حياته، ولو لم يكن له علاقة بالقضاء، أو بسلك القضاء، أو بما يتعلق بالقضاء.
 طبيعة الحياة اليومية فيها مواجهات، وفي كل مجتمع رجل كبير، يلجأ إليه، يحتكم إليه، فإن كنت أباً فأنت قاضٍ بين أولادك، وإن كنت عماً فأنت قاض بين صهرك وابنتك، وإن كنت تاجراً قديماً فأنت قاض بين التجار المحدثين، فلابد للمسلم أن يقف موقف القاضي شاء أو أبى، لذلك المبادئ الأساسية التي نص عليها القرآن والسنة يجب أن تكون بين أيديكم، حتى لو وقفت موقف القاضي، قضيت بالحق، القضاء كما تعلمون له مفهوم واسع، ومفهوم ضيق، فأن تلجأ إلى المحاكم، إلى القضاء الرسمي، هذا قضاء، لكن أن تلجأ إلى صديق ليكون حكماً بينك وبين صديق آخر فهذا أيضاً قضاء.

العدل و الإحسان :

 هناك موضوع جديد وهو شفاعة القاضي، لأن الله سبحانه وتعالى قال:

﴿ وَالصُّلْحُ خَيْرٌ ﴾

[ سورة النساء: 128]

 أحياناً الإنسان يكسب الحكم، لكن يخسر الطرف الآخر، لا تنسوا أيها الأخوة أن كل مؤمن مأمور بالعدل وبالإحسان، المؤمن الذي لا يحب أن يقطع الناس عن الله عز وجل، أحياناً يرى أن يربح أخاه وأن يجعله قريباً منه، وأن يجعل هذا الأخ المتخاصم معه مشدوداً إلى الدين أربح عنده من أن يأخذ ماله، لذلك من أروع الآيات قوله تعالى:

﴿ إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ ﴾

[ سورة النحل: 90 ]

 أنا أذكر أن أخاً يعمل في دكان، وهذه الدكان تقع في محضر، والمحضر اشتراه رجلاً، الدكان يجب أن تهدم بأمر محافظة دمشق، لأنها أصبحت ليس لها وجود على المخطط التنظيمي، والذي اشترى المحضر اشتراه نظيفاً، صاحب هذه الدكان عرض أمره على رجل قال: ماذا أفعل؟ أين أذهب؟ فلما استدعي صاحب الأرض الذي اشتراها قال كلاماً صحيحاً، قال: أنا اشتريت أرضاً نظيفة، ليس فيها دكان، أنا لا ذنب لي، قلت له: وَاللَّهِ معك الحق، ولكن لا تنسى أن الله يأمر بالعدل، وهذا هو العدل، ويأمر بالإحسان، أتريد أن تجعل أخاك في الطريق؟ قال: لا وَاللَّه، في ذلك الوقت الله عز وجل وفقه أنه دُفع له مبلغ من المال و جمع له مبلغٌ آخر، و اشترى دكاناً في بعض الجادات العليا، أي العدل أن نمسك بهذا الإنسان، ونلقي به في الطريق، هذا العدل، أما الإحسان فألا نتخلى عنه.

 

المؤمن الصادق مأمور بالعدل والإحسان :

 

 في أي قضية أيها الأخوة لا تنسى أنك مأمور بالعدل والإحسان، إنسان تزوج امرأة على أساس أنها بنت، وهذه المرأة من أسرة معروفة، وما إلى ذلك، بعد خمسة أشهر يرى أن حملها في مستوى الشهر التاسع، إذاً هذا المولود ليس منه، إذاً هي زلت قدمها وانحرفت، العدل أن يطلقها، العدل أن يخبر أهلها، العدل أن يلقيها خارج المنزل لكن الإحسان، لذلك أحد خطباء دمشق قبل خمسين عاماً رأى النبي عليه الصلاة والسلام في المنام يقول له: قل لجارك فلان إنه رفيقي في الجنة، هذا العالم اختل توازنه، أنا الذي أخطب، وأنا الذي أتكلم، وأنا صاحب العمامة البيضاء، وأنا من أهل العلم، وأنا، وأنا، والمنام يقول: قل لجارك فلان إنه رفيقي في الجنة، إذاً ماذا فعل جاري؟ جاري سمان، أنا أحق بهذه البشرى منه، فلما ذهب إليه وناشده أن يخبره بما فعل، وأقسم عليه أن له عنده بشارة من رسول الله، ولن يخبره إياها إلا إذا أخبره بما فعل، قال: تزوجت امرأة من أسرة معروفة، وبعد خمسة أشهر وجدتها في شهرها التاسع، عطفت عليها ورثيت لحالها، فجئت بقابلة في منتصف الليل وولدتها، وأخذت الغلام تحت إبطي ودخلت إلى المسجد، بعد أن نوى الإمام صلاة الفجر، وضعت الغلام وراء الباب، وصليت مع الناس كأحد المصلين، فلما انتهت الصلاة بكى الطفل الصغير، وتحلق المصلون حوله، وتظاهرت أنني لا أعلم شيئاً، قلت: ما الأمر؟ قال: تعال وانظر إلى هذا الغلام، قال: أعطوني إياه أنا أكفله، وأخذه ورده إلى أمه و سترها، هذا الإحسان، العدل أن يطلقها، العدل أن يفضحها، العدل أن يخبر أهلها، أما إذا تابت على يديه توبة نصوحة، وسترها، وكان بإمكانه أن يسحقها، وكان بإمكانه أن يفضحها، وكان بإمكانه أن ينبذها:

﴿ إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى ﴾

[ سورة النحل: 90 ]

 المؤمن الصادق دائماً يشعر أنه مأمور بالعدل والإحسان، أحياناً لأن تربح أخاك ولا يعلم هذا إلا الله، لأن تربح أخاك أغلى عندك من أن تأخذ حقك منه و تخسره، هذا ليس قسرياً، هذا شيء طوعي، الطوعي غير القسري، القسري أعطه حقه، أما إذا كان أخ ضعيف رقيق الحال، لك عنده حق، فإذا سامحته به، وكسبته، مرة قرأت كلمة لأحد الأدباء وَاللَّهِ أعجبتني، قال: لأن يربح الإنسان إنساناً خير له من أن يربح الدنيا وما فيها، أن تشعر أن هذا الإنسان قدمت له عملاً طيباً، دائماً في الخلافات لاحظ العدل والإحسان، الإنسان يكفيه مشاحنة أن يقول: آخذ حقي لا أدعه، خذ حقك، وامحق، هكذا يقال له، أنا لا أدعو إلى ترك الحقوق لكن أدعو إلى بعض المسامحة، أدعو إلى الرحمة، أدعو إلى تأليف القلوب، أدعو إلى غض البصر أحياناً، أدعو إلى الحل الوسط، أدعو إلى سددوا وقاربوا، أدعو إلى التسامح ما بينكم، لذلك النبي عليه الصلاة والسلام علمنا كيف يكون القاضي شفيعاً.

شفاعة القاضي :

 لذلك قال العلماء: للقاضي أن يشفع الشفاعة الحسنة، ويطلب من الخصوم أن يصطلحوا، أو يتنازل أحدهم عن بعض حقه، هكذا علمنا صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، هناك شخص يأتي لعندك، ويحكي لك قصة أخ، ينظر منك أن تمسك هذا الأخ وتفرمه حتى ينبسط، أنا أب أيضاً، أنت أخ وهو أخ، نحن نعاتبه ونوجهه ونسمع منه، نلتمس له العذر، أما من أجل أن تفشي غليلك فهذا ليس من أخلاق المؤمن.
 أحد الصحابة الفقراء جداً في ساعة من ساعات صفائه ماذا يفعل؟ ماذا يقدم لله عز وجل؟ لا يملك شيئاً فرفع يديه إلى الله عز وجل وقال: يا رب أنا عرضي أسامح به كل من تكلم عني، أملك أن أسامح، من تكلم عني شيئاً أنا أسامحه.
 يقولون إن أحد العلماء تكلم الناس عنه كثيراً بالباطل، لأن الحسد دائم، الحسد شغال بكل العصور، كل ذي نعمة محسود، تجد إنساناً إن وفقه الله كان له خصوم كثر، كانوا يشككون فيه، أناس يطعنون بعلمه، ناس يطعنون بنزاهته، أناس بإخلاصه، أناس يتهمونه تهماً ليس لها أصل، قال له رجل: وَاللَّهِ إنني أشفق عليك من كثرة ما يقول الناس عنك، قال له: هل سمعت مني شيئاً عنهم؟ قال له: لا وَاللَّهِ، قال: إذاً عليهم فأشفق، الإنسان بطولته أن يبقى مستقيماً، أن يبقى في طاعة الله.

القاضي له أن يشفع لأن الصلح سيد الأحكام :

 إذاً أول شيء نستفيده من هذا الدرس أن النبي عليه الصلاة والسلام فيما روى كعب بن مالك أنه تقاضى ابن أبي حدرد ديناً كان له في عهد رسول الله صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في المسجد فارتفعت أصواتهما- أي كانا يتحاوران في دَين، طبعاً المساجد وقتها كانت صغيرة، هذا الذي ترونه الآن، الحرم المدني، القسم العثماني الذي بناه العثمانيون لا يزيد عن واحد من مئة من حجم الحرم الحقيقي الآن، هذا الحرم أربعة أمثال مسجد رسول الله، حتى في الأعمدة يقول لك: هذه حدود المسجد في عهد رسول الله، مسجد صغير، وحوله غرف للنبي عليه الصلاة والسلام، فلما تحاور هذان الصحابيان في أمر دين- حتى سمعها رسول الله صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وهو في بيته، فخرج إليهما حتى كشف سجف حجرته، ونادى كعب بن مالك قال: يا كعب، قال: لبيك يا رسول، فأشار له بيده أن ضع الشطر من دينك، قال كعب لقد فعلت يا رسول الله، فقال النبي عليه الصلاة والسلام للثاني: قم فاقضه، دخل النبي شفيعاً بين اثنين بحكم مكانته، أمر كعب أن ينزل عن شطر دينه، وأمر الطرف الآخر أن يقضي دينه، إذاً القاضي له أن يشفع، لأن الله يقول:

﴿ وَالصُّلْحُ خَيْرٌ ﴾

[ سورة النساء: 128]

 الصلح سيد الأحكام، إذا كنت تستطيع أن توفق بين اثنين يحتكمان لك، وأن توفق بينهما، زوجان متشاكسان، طالبة الطلاق وهو يريد أن يتخلص منها، إذا وفقك الله أن تجمع بينهما على خير هذه بطولة، بين شريكين، بين زوجين، بين أخوين، هذا من الأعمال الطيبة.
 لكن دائماً وأبداً لا تنسوا أن العدل قسري، وأن الإحسان طوعي، لا تستطيع أن تجبر على الإحسان، لكن على العدل لك أن تجبر، وأساساً القاضي يجبر، القاضي يصدر حكماً يوضع في التنفيذ، المعنيون في التنفيذ ينفذون حكم القاضي قسراً، العدل قسري، أما الإحسان فطوعي، أنا أتمنى على الإنسان ألا يأمر بالإحسان أمراً، يستثير نخوة المؤمن، يستثير حماسه، يبين له آثار الإحسان، آثار العفو، آثار المسامحة، إذا بين له الآثار عندئذ لا يجد هذا الخصم وداً من أن يسامح.

حكم القاضي لا يحل حراماً ولا يحرم حلالاً :

 يا أخوان هناك نقطة في هذا الدرس، أنا أراها أخطر نقطة في هذا الدرس، قال العلماء: حكم القاضي لا يحل حراماً، ولا يحرم حلالاً، كيف؟ ادعى إنسان على أن له على زيد مئة ألف، فقال القاضي: ائتني بالشهود، فلفق شاهدين كاذبين مرتزقين مأجورين، وشهدا أمام القاضي، وأقسما اليمين، وقالا: نحن نشهد أن لفلان على فلان مئة ألف، شيء جميل، القاضي ليس آثماً، طلب الشهادة فجاءته، استحلف الشهود فحلفوا، وشهدوا بادعاء المدعي، فحكم القاضي لزيد بمئة ألف على عبيد، زيد معه الآن حكم قاض، قاض شرعي، وقاض من كبار القضاة، وقاض القضاة، وقاض ورع إلى أقصى درجة، ونزيه إلى أقصى درجة، هل هذا الحكم الذي مع زيد على عبيد يجعل له حقاً على عبيد؟ أبداً، و لو أن القاضي رسول الله صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، حكم القاضي لا يحل حراماً ولا يحرم حلالاً، لو أن إنساناً ادعى أنه طلق زوجته، تطليقات ثلاثة، وهو لم يطلقها وجاء بشهود، عندئذ أصدر القاضي حكماً بطلاق هذه المرأة من زوجها، وجاء رجل ليتزوجها هي عليه حرام، لأن الطلاق لم يقع، ولا زالت على عصمة الأول، فانتبهوا لهذا النقطة الدقيقة، لو أنك ملكت حكماً قضائياً من أرفع مستوى، والأغرب من ذلك، لو أن هذا الحكم من فم النبي عليه الصلاة والسلام لقول النبي عليه الصلاة والسلام:

(( إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ وَإِنَّكُمْ تَخْتَصِمُونَ إِلَيَّ، وَلَعَلَّ بَعْضَكُمْ أَنْ يَكُونَ أَلْحَنَ بِحُجَّتِهِ مِنْ بَعْضٍ، وَأَقْضِيَ لَهُ عَلَى نَحْوِ مَا أَسْمَعُ، فَمَنْ قَضَيْتُ لَهُ مِنْ حَقِّ أَخِيهِ شَيْئًا فَلا يَأْخُذْ، فَإِنَّمَا أَقْطَعُ لَهُ قِطْعَةً مِنَ النَّارِ))

[ متفق عليه عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ]

 لذلك دائماً، كلما سئلت أقول: هذه الفتوى على وصفك، على ما تقول، فلو لم تكن صادقاً فيما تقول هذه الفتوى ليست لك، لا تعتمد عليها، لا تأخذها حجة، هي ليست بحجة، لذلك قالوا: الفتوى على قدر النص، قال له: يا سيدي لما طلقتها كنت لا أرى بعيوني، لما طلقتها كنت مجنوناً، هل يقع هذا الطلاق يا سيدي؟ قال له: والله يا بني قال عليه الصلاة والسلام: "لا طلاق في إغضاب"، أخذنا فتوى دبرنا حالنا، لا لم تدبر حالك إن لم تكن غاضباً على النحو الذي وصفه النبي صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فقد طلقت امرأتك، ولو قال لك شيخ الشيوخ أنه لا يقع، الفتوى على قدر النص، ما دمت قد قلت أنا حينما طلقتها كنت في غضب شديد، كدت أجن، كأنني مجنون، على هذا الكلام الطلاق لا يقع لكن تطابق كلامك مع الواقع محاسب أنت عليه، المفتي ليس عليه إثم، أفتى على قدر النص.

الفتوى أمانة :

 كل إنسان له وظيفة بالحياة، والإنسان ما دام ضمن عمله فهو محترم، أما إذا تجاوز اختصاصه إلى اختصاص آخر لا يبدو محترماً، الإفتاء اختصاص، والاجتهاد اختصاص، والتدريس اختصاص، والقضاء اختصاص، والدعوة إلى الله اختصاص، والعلم اختصاص، والتربية اختصاص، أنا أتمنى على كل إنسان أن يتجه إلى أصحاب الاختصاص، اسألني عن قضية بالقانون أنا لا أعرفها، ولا يطعن هذا في مكانتي أنني لا أعرفها، كل إنسان أقامه الله بعمل، المحاماة اختصاص، كل سنة يوجد مئتي قانون، وتعديلات، وتعديل التعديل، وإلغاء، وتعليق، ونسخ، واجتهاد محكمة النقض، من يحفظ هذا؟ هذا اختصاص القضاة والمحامين، فأنت اسأل أصحاب الاختصاص دائماً.
 أخواننا نصف العلم لا أدري، القصة أقولها دائماً الإمام مالك إمام دار الهجرة، أنا لست متأكداً الإمام مالك أم الإمام أحمد بن حنبل، لكن كان وحيد عصره وفريد زمانه، كان الإمام الأول، جاءه وفد من المغرب، من بلاد الأندلس، طبعاً ليس الآن طائرة ثماني ساعات، قاعد، مرتاح، ثلاث وجبات، ومرطبات، من بلاد الأندلس إلى المدينة أي هناك سير خمسة أشهر، جاء وفد يحمل ثلاثين سؤالاً من بلاد المغرب، ليسأل هذا الإمام العظيم، إما أنه الإمام مالك أو الإمام أحمد بن حنبل، وأرجح الظن أنه الإمام أحمد بن حنبل، فعرضوا عليه هذه الأسئلة، هذا الإمام الأوحد، أي أعلى شخصية علمية في العالم، فقال: هذا السؤال هذا جوابه، وهذا السؤال هذا جوابه، أجاب عن سبعة عشر سؤالاً، وقال: الباقي لا أدري، لا أعلم، هم دهشوا، صعقوا، الإمام أحمد بن حنبل لا يعلم ؟!‍ قال: قولوا لهم الإمام أحمد لا يعلم.
 الإفتاء جسر إلى جهنم، كلما لقيت إنساناً جباناً بالفتوى احترمه زيادة، كلما لقيت إنساناً سريعاً بالفتوى احتقره، لأن الفتوى أمانة، أي إذا كان الشيء حراماً وقلت له: حلال خرب بيتك، وإذا الشيء كان بالعكس حلال حرمته عليه، أيضاً حسابك يوم القيامة، أنت لا تعلم لماذا تفتي بهذا الموضوع؟ فلذلك الإنسان لا يفتي بسرعة.
 ماذا يحصل مع الناس؟ كلما لقوا إنساناً عنده مسحة دينية يقولون: وَاللَّهِ ابننا صاحب دين، ابنكم صاحب دين على العين والرأس، له دروس علم لكن ليس مفتياً، الإفتاء منصب، الإفتاء اختصاص، فقل: لا أعلم، قل لا أعلم وافتخر فيها، لأن نصف العلم لا أدري، ومن علامة العالم أنه يكثر من قول لا أعلم، و يظل المرء عالماً ما طلب العلم، فإذا ظن أنه قد علم فقد جهل، في اللحظة التي تتوهم أنك تعلم فأنت لا تعلم، قل لمن يدعي في العلم فلسفة حفظت شيئاً وغابت عنك أشياء.

المؤمن وقّاف عند كتاب الله :

 هذه أخطر فكرة في الدرس، حكم القاضي لا يحل حراماً، ولا يحرم حلالاً، ولو معك حكم، و لو كان القانون معك، لن تنجو، أخي المادة كذا لصالحي، صح، وبالقبر لصالحك؟ هذه بالدنيا لصالحك، ما دام هناك قضاء ومحاكم، المادة الخامسة و الثلاثون من القانون الفلاني لصالحي و القبر؟
 مرة أحد أخواننا الكرام استشارني استشارة أعجبتني، هناك محضر تمكن من أن يخلصه بنصف القيمة، سألته: كيف خلصته بنصف قيمته؟ هذا المحضر لثلاثين أسرة، إذاً هذا يحتاج إلى دعوى إزالة شيوع، هذه الدعوى من مستلزماتها أن يوضع هذا المحضر في المزاد العلني، بالمزاد العلني ممكن أن تجري مؤامرة، أي يأتون بأشخاص خلبيين، يدخلون بالمزايدة، ويرفعون الأسعار قليلاً قليلاً، هذا الذي حصل، أحضر أربعة أشخاص أو خمسة، ونزلوا بالمزايدة، مثلاً المحضر ثمنه ثمانمئة ألف - القصة قديمة من اثنتي عشرة سنة- الآن ثمنه ملايين، كان ثمنه ثمانمئة ألف، بدؤوا بأربعمئة، جاء أول مزايد قال: أربعمئة وعشرة آلاف، الثاني أربعمئة وخمسة عشر، رفعوا إلى أربعمئة وخمسين، نصف القيمة، ذكاء هذا؟ لا ليس ذكاء، لأن له أصحاباً أيتام، قصر، بعدما اشترى هذا المحضر بنصف القيمة، وسوف يعمره، انتبه، وسألني هذا الأخ الكريم، قال لي: أنا أخاف من القبر، قلت له: معك حق، قال لي: ما الحل؟ قلت له: أن تدفع لأصحابه ثمنه الحقيقي، القانون معك، الآن المحضر لك، تذهب إلى المحافظة غداً، وتقدم نتيجة المزايدة، تدفع التأمين، تدفع الثمن ويطوب لك، القانون كله أصبح معك، لكن هؤلاء القصر الأيتام محضرهم ثمنه ثمانمئة ألف، إذا نقدتهم أربعمئة ألف هل يرضى الله عنك؟ قال: لا وَاللَّهِ بعد أسبوع جاءني و قال لي: انسحبت من هذا المشروع خوفاً من الله فقط، والنصف مليون وقتها بقدر خمسين مليوناً الآن.
 هذا المؤمن، المؤمن وقاف عند كتاب الله.

الاستقامة و الأمانة :

 قلت يوم الجمعة: الاستقامة مليون بند وأكبر بند فيها ترك الحرام، ترك المال الحرام، مع المال الحرام لا يوجد صلاة، ولا صيام، ولا حج، ولا وجهة، ولا قلب مستنير، ولا وجه مستنير، ولا صلة بالله، محجوب، آكل مال حرام، يقول العبد: يا رب يا رب، ومطعمه حرام، ومشربه حرام، وغذي بالحرام، وَاللَّهِ الَّذِي لا إِلَهَ إِلا هُوَ أيها الأخوة لو معك مئة مليون بالحرام، ولاحظت يوم القيامة كيف تحاسب عنها لهانت على نفسك.
 أنا من حوالي ستة أشهر جاءتني قصاصة، وقرأتها لكم، وَاللَّهِ أعتز بها، وضعتها عندي، هذه القصاصة من أحد أخواننا وأنا أحترمه احتراماً كثيراً مع أني لا أعرفه، تكلمت مرة في درس في الكويت عن الأمانة، قلت وقتها: الأمانة ليس ما عليك من حقوق، أو سندات الأمانة ليس أن تدفع ذمة مرتبة عليك، ليس أن تدفع سنداً مستحقاً، ليس أن تؤدي ديناً لتاجر، هذا سلوك مدني، ما معنى مدني؟ أي خصمك بلوى، إن لم تدفع معه سند، يبعث لك مذكرة عن طريق محامي، يبعث لك بطاقة بريدية، يتكلم عنك أن سلعة فلان كذا، ينزع لك اسمك، يقاضيك، فأنت وجدت الأسلم أن تدفع السند، لكن ما هي الأمانة التي تعد عند الله عبادة؟ هي حالات نادرة، أن إنساناً أعطاك مئة ألف، ما أبلغ أحد من الخلق، لا زوجته، ولا أولاده، ولا أخذ منك وصلاً، ومات، لا يستطيع أحد على وجه الأرض أن يقاضيك، ومع ذلك حملت هذا المبلغ وتوجهت إلى ورثة المتوفى، وأعطيتهم إياه، هذه الأمانة، تكلمت القصة وأنا بالعثمان قبل سنة تقريباً، ولمحت بالموضوع مرة ثانية بدرس بالنابلسي، جاءتني قصاصة ورق، يقول لي صاحبها: والله يا أستاذنا أديت قبل أسابيع اثني عشر مليون ليرة لورثة، ليس معهم وثيقة بهذا المبلغ، دفع اثني عشر مليوناً بناء على درس الاثنين بالكويت، هذه الأمانة، و الله يوم القيامة يشعر بسعادة، يشعر براحة، الإنسان ليس له إلا ما أكل.

((عَنْ مُطَرِّفٍ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: أَتَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ يَقْرَأُ أَلْهَاكُمُ التَّكَاثُرُ قَالَ: يَقُولُ ابْنُ آدَمَ مَالِي مَالِي، قَالَ: وَهَلْ لَكَ يَا ابْنَ آدَمَ مِنْ مَالِكَ إِلا مَا أَكَلْتَ فَأَفْنَيْتَ، أَوْ لَبِسْتَ فَأَبْلَيْتَ، أَوْ تَصَدَّقْتَ فَأَمْضَيْتَ ))

[مسلم عَنْ مُطَرِّفٍ عَنْ أَبِيهِ ]

 كل شيء ليس لك، تأمل بهذا البيت أين صاحبه؟ كله جبصين، انظر الغرف الواسعة، المناظر الطبيعية، انظر السجاد الإيراني الثمين، أين صاحبه؟ أنا مرة حضرت دفن ميت، والله الإنسان كان غالياً عليّ، لكنه أنيق، نظيف جداً، مرتب جداً، وضعوه بالقبر، وأحضروا البلاطة ووضعوها فوق الفتحة، فلم تتغطَ الفتحة بشكل تام، فكان هناك تراب جانب القبر وهناك مجرفة، وضع التراب فنزل فوقه، أين سريره الأنيق؟ أين بيته الفخم؟ تدفئة مركزية، جبصين، ألمنيوم، هو بالأخير في القبر.
 لذلك حكم القاضي لا يحل حراماً، لو معك من رسول الله فتوى لو المادة الخامسة و السبعون كلها لصالحك، لو أخذت حكماً من محكمة النقض انتهى، لكنك لم تنته من الله، هذا الكلام أبرز ما في الدرس، حكم القاضي لا يحل حراماً ولا يحرم حلالاً، لأن القانون لو كان معك، حكم القاضي لو كان لصالحك، لا ينجيك من عذاب الله، وقد قال الشافعي: " حكم الحاكم لا يحلل الحرام".

القضاء على الغائب :

 عندنا موضوع آخر وهو القضاء على الغائب، يا ترى هل يجوز للمدعي أن يدعي على غائب وهذا الغائب ليس له وكيل؟ طبعاً نحن نعرف بالقضاء ممكن أن تقيم دعوى على إنسان غائب، والغائب يبلغ بالصحف المحلية، فإذا لم يحضر يحكم غيابياً، هكذا القانون والقانون له أصل بالشرع، الأدلة، أن الله سبحانه وتعالى يقول:

﴿ فَاحْكُمْ بَيْنَ النَّاسِ بِالْحَقِّ ﴾

[ سورة ص : 26 ]

 فالحكم بالحق أمر ثابت، لا أعطل هذا الحكم أو ذاك الأمر لمجرد أن أحد الخصوم غائب، يغيب إلى ما شاء الله، يتزوج ويغيب، هذه الزوجة تريد نفقة، أخي غائب لا نستطيع أم نقيم عليه دعوى نفقة، لأنه غائب، هذا كلام غير مقبول، الغائب تقام عليه الدعوى ويحكم غيابياً لأن الحق أحق أن يتبع.
 هناك دليل عندنا غير الآية، دليل عملي، قال سيدنا عمر: من كان له دين فليأتنا غداً، فإنا بايعوا ماله وقاسموه بين غرمائه، وكان الشخص الذي قضي عليه ببيع ماله غائباً، شخص عليه ديون، وترك بيته وهرب، سيدنا عمر قال: من كان له عليه دين فليرفع إلينا دينه حتى نبيع ماله، ونقسمه بين غرمائه، الشخص غائب الدليل القوي:

﴿ فَاحْكُمْ بَيْنَ النَّاسِ بِالْحَقِّ ﴾

[ سورة ص : 26 ]

 والدليل الثاني: من كان له دين فليأتنا غداً، فإنا بايعوا ماله وقاسموه بين غرمائه، وكان الشخص الذي قضى عليه ببيع ماله غائباً، لكن هنا يوجد استدراك، إذا حضر الذي حكم عليه بالغياب – غيابياً- القاضي عليه أن يستمع إليه، إذا حضر كانت حجته قائمة، وتسمع، ويعمل بمقتضاها، لو أدى ذلك إلى نقض الحكم، لأن الحكم الغيابي حكم مشروط.
 إنسان ادعى أن له على فلان مئة ألف، و أحضر بينة – وصلاً - وشهوداً، وكل شيء، و قال: إن لهذا الشخص بيتاً، أعطني البيت، أو ضع يدي عليه، أو نبيع البيت وآخذ حقي، أصدر حكم ببيع البيت ووفاء الثمن للغريم، بعد ذلك جاء الغائب، قال: هو استرد دينه مني وهذا الدليل، هذا الوصل ينقض الحكم، لأن الحق قديم، لأن تعود إلى الصواب خير من أن تمضي في الخطأ، لذلك الغائب إذا حضر كانت حجته قائمة وتسمع ويعمل بمقتضاها، ولو أدى إلى نقض الحكم، لأنه في حكم المشروط، بعض المذاهب قالوا: لا بد من أن يكون لهذا الغائب وكيل ينوب عنه.

تحاكم الذميين إلى قضاة المسلمين :

 الآن إذا تحاكم الذميون إلى قضاة المسلمين جاز ذلك، ويقضى بينهم بما أنزل الله وبما يقضى بين المسلمين، يقول الله تبارك وتعالى:

﴿ فَإِنْ جَاءُوكَ فَاحْكُمْ بَيْنَهُمْ أَوْ أَعْرِضْ عَنْهُمْ وَإِنْ تُعْرِضْ عَنْهُمْ فَلَنْ يَضُرُّوكَ شَيْئًا وَإِنْ حَكَمْتَ فَاحْكُمْ بَيْنَهُمْ بِالْقِسْطِ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ ﴾

[ سورة المائدة: 42 ]

 لذلك المحاكم الشريعة الإسلامية تقبل أي قضايا شخصية لغير المسلمين، ممكن إلا أن يكون لهذا الطوائف محاكم مذهبية خاصة، أما لو أن شخصين ترافعا في قضية شرعية أو شخصية، يمكن أن يحكم بينهم القاضي الشرعي الإسلامي.
 الآن عندنا قضية يثيرها بعض الأخوة كثيراً، هل لصاحب الحق أن يأخذ من المماطل حقه من دون أن يقاضيه؟ لك مع إنسان دين ثابت، لم يدفع لك من ثلاث عشرة سنة، جاءك شخص قال لك: هذا المبلغ لفلان، أعطه له، فلان غريمك تستطيع أن تأخذ حقك هذا موضوع نبحثه إن شاء الله.

 

العدل أساس الملك :

 أخرج أبو نعيم في الحلية- حلية الأولياء- قال: افتقد علي بن أبي طالب كرم الله وجهه درعاً له، وجدها عند يهودي، التقطها فعرفها، سيدنا علي على علو مقامه، افتقد درعاً له وجدها مع يهودي، فقال: درعي؟ سقطت عن جمل له أورق، قال اليهودي: درعي وفي يدي، ثم قال اليهودي بين وبينك قاضي المسلمين، فأتوا شريحاً، كان من أشهر القضاة، فلما رأى علياً قد أقبل تحرف عن موضعه، وجلس علي فيه ثم قال علي: لو كان خصمي من المسلمين لساويته في المجلس، ولكني سمعت رسول الله صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقول: لا تساويهم في المجلس وساق الحديث، قال شريح: ما تشاء يا أمير المؤمنين، تصور أمير مؤمنين، حاكم المسلمين، بلاد الحجاز، والشام، ومصر، والعراق كلها تحت أمرته، وخصمه يهودي، من الشرذمة القليلة، اختصم مع خصمه على درع، وتوجه هذا الأمير العظيم مع اليهودي إلى قاضي المسلمين شريح، قال شريح: تكلم يا أمير المؤمنين، قال: درعي سقطت عن جمل لي أورق، فالتقطتها هذا اليهودي، قال شريح: ما تقول يا يهودي؟ قال: درعي وفي يدي، قال شريح: صدقت والله يا أمير المؤمنين، إنها لدرعك، مبشر بالجنة، ممكن أن يكذب؟ مستحيل ولكن لا بد من شاهدين، فدعا قنبراً، والحسن بن علي، وشهدا أنها درعه، فقال شريح أما شهادة مولاك فقد أجزناها، وأما شهادة ابنك لك فلا نجيزها، فقال علي كرم الله وجه، ثكلتك أمك، أما سمعت عمر بن الخطاب يقول: قال عليه الصلاة والسلام: "الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة"، قال: اللهم نعم، قال: أفلا تجيز شهادة سيد شباب أهل الجنة؟" ثم قال لليهودي: خذ الدرع، قال: خذها واذهب، إليك هذه، القاضي مقتنع مئة بالمئة بأن الدرع لسيدنا علي، لكن الإجراءات لا بد لها من شهود، قنبر مقبول، أما ابنك فغير مقبول، فقال اليهودي: أمير المؤمنين جاء معي إلى قاضي المسلمين وقضى له ورضي؟ صدقت و الله يا أمير المؤمنين، إنها لدرعك، سقطت عن جمل لك التقطتها، أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمداً رسول الله، فوهبها إليه علي كرم الله وجهه، وأجازه بتسعمئة.
 العدل شيء لا يصدق، قلت لكم في أول درس: إذا كان العدل بخير فنحن جميعاً بخير، هذه القاعدة البسيطة رسمها طفل صغير، لمَ لم تهرب؟ قال له: أيها الأمير لست ظالماً فأخشى ظلمك، ولست مذنباً فأخشى عقابك، والطريق يسعني ويسعك.

علامة الحياة الاجتماعية الصحيحة :

 علامة الحياة الاجتماعية الصحيحة أن يطمئن المستقيم، وأن يخاف المذنب، أما إذا خاف المستقيم واطمأن المذنب فهذه حالة مرضية خطيرة جداً، مادمت مستقيماً يجب ألا تخاف أحداً.

تلخيص لما سبق :

 نرجو الله سبحانه وتعالى مرة ثانية أن هذا الموضوع ما كان يخطر ببالي إطلاقاً خلال عشرين سنة لأن أطرحه، كلي قناعة أنه موضوع اختصاصي، خاص بالقضاة، لكني وجدت وَاللَّهِ الَّذِي لا إِلَهَ إِلا هُوَ ما من واحد منكم إلا ويحكم بين شخصين، وهو لا يشعر، هذه مبادئ العدل، مبادئ الشهادة، وعندنا موضوعات مهمة جداً، الشهادة، واليمين، وموضوع الخصوم، موضوع المساواة، هذه كلها موضوعات يجب أن تكون ماثلة أمامكم،أي ممكن أن أقول لكم شيئاً أساسياً بالدرسين السابقين ألا تستمع من طرف واحد، استمع إلى الطرفين معاً والأكمل أن يكونا في مجلس واحد.
 الشيء الثاني حكم القاضي لا يحل حراماً، علاقتك مع الله لو معك القانون كله، لو القاضي من طرفك، لو معك حكم، لو معك فتوى من رسول الله، لن تنجو من عذاب الله إلا إن استقمت على أمره.
 وفي درس قادم إن شاء الله تعالى عندنا موضوع الدعاوى والبينات، موضوع الإقرار، موضوع الشهود، موضوعات لطيفة كلها ونحتاجها، لا سمح الله ونحن في القضاء أحياناً تنتبه أنت هذا ليس إقراراً، هذه الشهادة غير صحيحة، هذا الشاهد كان مسافراً وقت وقوع الحادث.

نص الزوار

إخفاء الصور