- موضوعات علمية
- /
- ٠1موضوعات علمية من الخطب
الحجامة ومرض ارتفاع الضغط الشرياني والشقية :
أيها الإخوة الأكارم ؛ هناك معامل في جسم الإنسان موجودةٌ في نقي العظام ، تصنع كريات الدم الحمراء . إن طاقة إنتاج هذه المعامل اثنان ونصف مليون كرية حمراء في الثانية الواحدة .
إذا طبخ أحدنا لحماً مع عظمه ، يجد في جوف هذه العظمة لباً أسود ، يسمىّ هذا اللُّب الأسود مخ العظم . هو معامل كريات الدم الحمراء . تنتج هذه المعامل في الثانية الواحدة مليونين ونصف كرية حمراء بالتمام والكمال .
يزداد نشاط هذه المعامل إذا فقد جزءاً الإنسان من دمه ، هناك مرضٌ خطير اسمه : فقر الدم اللا مصنِّع ، يصاب الإنسان بفقر الدم حيث تتوقف هذه المعامل فجأة عن العمل ، ولم يكتشف العلم حتى الآن سبب ذلك .
يصاب الإنسان بفقر دمٍ شديد ، وينخفض عدد كرياته إلى مليونين كرية في الميليمتر المكعب ـ
المقياس الطبيعي خمس ملايين ـتفحص معامل الكريات فإذا هي متوقفةٌ عن العمل ، وهذا المرض مجهول السبب حتى الآن ، سمّاه العلماء : فقر دمٍ لا مصنع .
أي تتوقف معامل كريات الدم عن التصنيع ، ويموت الإنسان ، اكتشف العلماء أن هذه المعامل تزيد من طاقتها ومن إنتاجها إذا فقد الإنسان جزءاً من دمه ، وبالتالي تنشط وكأنها تجدد .
سر الحجامة :
لذلك ورد عن النبي عليه الصلاة والسلام أحاديث كثيرة وصحيحة ، تدعو إلى الحجامة . الآن اكتشف العلماء سرَّ الحجامة ؛ إنها تجديدٌ وصيانةٌ وتنشيطٌ ، لمعامل كريات الدم الحمراء ، التي إذا توقفَّت عن العمل مات الإنسان .
أيها الإخوة الأكارم ؛ يشير النبي عليه الصلاة والسلام في بعض الأحاديث إلى ارتفاع الضغط الشرياني .
(( مَنْ أَرَادَ الْحِجَامَةَ فَلْيَتَحَرَّ سَبْعَةَ عَشَرَ أَوْ تِسْعَةَ عَشَرَ أَوْ إِحْدَى وَعِشْرِينَ وَلا يَتَبَيَّغْ بِأَحَدِكُمُ الدَّمُ فَيَقْتُلَهُ ))
(( احتجموا لا يتبيَّغ بكم الدم فيقتلكم ))
(( إذا اشتد الحر فاستعينوا بالحجامة لا تبيغ دم أحدكم فيقتله ))
تبيُّغ الدم ، هيجان الدم ، وفرة حجمه ، ضيق الشرايين به ، ارتفاع ضغط الدم ، إن الحجامة علاجٌ طبيعيٌ ووقائيٌ لارتفاع ضغط الدم ، أو ما يسمى بازدياد التوتر الشرياني .
(( احتجموا لا يتبيَّغ بكم الدم فيقتلكم ))
وفي توجيهٍ آخر .. احتجم النبي عليه الصلاة والسلام من شقيقةٍ أصابته . والشقيقة وجعٌ في الرأس مزمن .
يا أيها الإخوة الأكارم ؛ إذا أيقنتم أن توجيهات النبي عليه الصلاة والسلام ليست من عنده .
﴿ وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى * إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى * عَلَّمَهُ شَدِيدُ الْقُوَى ﴾
إذا اعتقدتم أن كلام النبي عليه الصلاة والسلام ، من عند الله عزَّ وجل ، تروْن أن حديث النبي ما هو إلا تعليمات الصانع ، من أَخْبَرُ من الله بجسمك ؟
﴿ وَلَا يُنَبِّئُكَ مِثْلُ خَبِيرٍ ﴾
هو الصانع ، مهما تلقيت التوجيهات من أناسٍ مختصِّين ، إنها لا ترقى إلى مستوى توجيهات المعمل . إذا اشتريت آلةً ثمينة ، ومعها تعليماتٌ دقيقة ، إن أي نصيحةٍ تأخذها من عامة الناس ، أو من مثقفيهم ، أو من خبرائهم ، لا ترقى في مستواها إلى تعليمات الصانع .
كلام النبي عليه الصلاة والسلام ، تعليمات الصانع ، والله هو الخبير ، ففي كل أمرٍ أمر به النبي ، في كل شيءٍ نهى عنه ، الله سبحانه وتعالى يقول :
﴿ وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا ﴾
والنبي معصوم في التبليغ ، وفي التشريع ، وفي السلوك ، معصومٌ من أن يأمر أمراً فيه خطأ، لأنك إذا أمرت أن تأخذ بأمره وكان أمره خطأً، فكأنما أُمرت بالخطأ ، وهذا مستحيل في حق الله عزَّ وجل .
لذلك من مبادئ العقيدة الصحيحة ، اعتقاد عصمة النبي في كل شيء ؛ في تبليغه ، وفي تشريعه ، وفي أقواله ، وفي أفعاله .