وضع داكن
29-11-2024
Logo
درس تلفزيوني قناة سوريا - الدرس : 04 - ثلاث من كن فيه.......
   
 
 
 بسـم اللـه الرحمـن الرحيـم  
 

بسم الله الرحمن الرحيم .

أعزائي المشاهدين ، إخوتي المؤمنين ... .

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ ثَلَاثٌ مَنْ كُنَّ فِيهِ ، وَجَدَ حَلَاوَةَ الْإِيمَانِ ؛ أَنْ يَكُونَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ ، أَحَبَّ إِلَيْهِ مِمَّا سِوَاهُمَا ، وَأَنْ يُحِبَّ الْمَرْءَ لَا يُحِبُّهُ إِلَّا لِلَّهِ ، وَأَنْ يَكْرَهَ أَنْ يَعُودَ فِي الْكُفْرِ كَمَا يَكْرَهُ أَنْ يُقْذَفَ فِي النَّارِ .

أيها السادة الأعزاء ... وصف أحد العلماء هذا الحديث : بأنه حديث عظيم ، وهو أصل من أصول الدين . فحقائق الإيمان شيء ، وحلاوة الإيمان شيء آخر؛ حقائق الإيمان يكتسبها الإنسان من خلال المدارسة ، وحلاوة الإيمان تتأتى للمؤمن من خلال المجاهدة ، حقائق الإيمان ـ إن لم يُعمل بها ـ تستقرفي الذاكرة ، ولا تسمو بالإنسان ولا تسعده ؛ بينما حلاوة الإيمان ثمرة يانعة من ثمرات مجاهدة النفس والهوى ، تنبع من القلب ، وتستقر به ، وتسمو بالإنسان وتسعده ، ولا يشدّ الإنسان إلى الدين حقائق الإيمان ـ وحدها ـ بل حلاوة الإيمان ، التي تدفعه إلى بذل الغالي والرخيص ، والنفس والنفيس ، حقائق الإيمان أن تطلع على خارطة لقصر منيف ، بينما حلاوة الإيمان أن تسكن ذلك القصر ، حقائق الإيمان أن تتلفظ بكلمة ألف مليون ، بينما حلاوة الإيمان أن تملكها ، لأن حقائق الإيمان يدركها الإنسان بالعقل ، فيقنع بها ، وقد تغلبه نفسه فيخالفها ، وحلاوة الإيمان يتذوقها القلب ، فتجعله كالمرجل ، تدفعه إلى أجلّ الأعمال ، وأعظم البطولات 0

فالمريض يجد طعم العسل مراً ، والصحيح يذوق حلاوته على ما هي عليه

وكلما نقصت الصحة نقصاً ما ، نقص تذوق الحلاوة بقدر ذلك ، وكذلك الإنسان يذوق حلاوة الإيمان ، بقدر طاعته للواحد الديان0

وقد عبّر النبي ( ص ) عن هذه الحالة بالحلاوة لأنها أظهر اللذائذ المحسوسة

أما قول النبي (ص ) أن يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما

أن يكون الله أي أمره ونهيه من خلال كتابه ، ورسوله أي سنته القولية والعملية والإقرارية ، أحب إليه مما سواهما وإنما قال " مما سواهما " ولم يقل " ممن سواهما " ليعم من يعقل ومن لا يعقل 0

أن يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما ، من حظوظه ، ومن مصالحه ، ولأن الشرع الحنيف لا يأمر ولا ينهي إلا بما فيه صلاح عاجل أو خلاص آجل , والعقل يقتضي اتباع تعليمات الصانع , حتى يصبح هوى المؤمن تبعاً لما جاء به النبي ( ص )0

المراد بالحب هنا الحب العقلي الذي هو إيثار ما يقتضي العقل السليم رجحانه وإن كان على خلاف هوى النفس , كالمريض يعاف الدواء بطبعه فينفر عنه , ويميل إليه بمقتضى عقله فيهوى تناوله

فالمرء إذا تأمل أن المنعم الحقيقي هو الله تعالى , وأنه لا مانح ولا مانع في الحقيقة سواه , وأن ما عداه وسائط , وأن الرسول هو الذي يبين له مراد ربه , اقتضى ذلك أن يتوجه بكليته نحوه : فلا يحب إلا ما يحب , ولا يحب من يحب إلا من أجله . وأن يتيقن أن جملة ما وعد وأوعد حق يقينا . ويخيل إليه الموعود كالواقع , فتغدو عنده مجالس الذكر رياضاً من رياض الجنة 0

محبة الله على قسمين ؛ فرض ، وندب ، فالفرض هي المحبة التي تبعث على امتثال أوامره ، واجتناب نواهيه ، والرضا بقدره ، فمن وقع في معصية من فعل محرم ، أو ترك لواجب فلضعف محبة لله حيث قدم هوى نفسه المحرم ، أو آثر الراحة ، أو استرسل في المباحات ، واستكثر منها قدمها على طاعة الله فأورثته الغفلة حملته على رجاء ساذج ، وظن موهوم 0

والمحبة المندوبة هي التي تدعوه إلى أن يواظب على النوافل ، ويتجنب الوقوع في الشبهات

وكذلك محبة الرسول على قسمين كما تقدم , وتعني ألا يتلقى شيئا من المأمورات والمنهيات إلا من مشكاته , ولا يسلك إلا طريقته , ويرضى بما شرعه , حتى لا يجد في نفسه حرجا مما قضاه , ويتخلق بأخلاقه في الجود والإيثار والحلم والتواضع وغيرها , فمن جاهد نفسه على ذلك وجد حلاوة الإيمان , وتتفاوت مراتب المؤمنين بحسب ذلك الالتزام ، وتلك الحلاوة 0

وتترجم حلاوة الإيمان بالإقبال على الطاعات , وتحمل المشاق في المجاهدات , وإيثار ذلك على أعراض الدنيا ,باحث مسلم ، عُرف بإنتاجه العلمي على المستوين العربي والدولي ، وهو أستاذ جامعي ، له وزنه ، اختصاصه بعلم فزلجة النبات ، وقد اشتهر بتجاربه العلمية الرائدة ، وله تجربة فريدة التي قد لا تصدق إلا أن الواقع أثبتها ، وأكدها قوله تعالى :

تسبح له السماوات السبع والأرض ومن فيهن وإن من شيء إلا يسبح بحمده ولكن لا تفقهون تسبيهم إنه كان حليما غفورا

يقول هذا الباحث النباتات كما الأجرام السماوية ، وكما مخلوقات الله الأخرى تشعر ، وتسمع ، وتستجيب سلباً أو أيجاباً لما حولها من مؤثرات خارجية ، هذا ملخص البحث .

نصب هذا الباحث في حديقة كلية العلوم ، أربعة بيوت بلاستيكية ، وزرع فيها قمحاً من نوع معين ، هذه البيوت موحدة بحجمها ، ملأها بكميات متساوية من التراب ، وغرس فيها بذور الحنطة على عمق واحد ، وتم تسميدها جميعاً بكميات متساوية السماد المعين ، وسمى اسمه ، وسقيت جميعاً بذات العدد من السقيات ، وبكميات ماء متماثلة ، اختار أحدى طالباته لتقرأ السورة القرآنية يس والفاتحة والإخلاص ، وآية الكرسي ، مرتين في الأسبوع على البيت الأول ، وكلف طالبة ثانية أن تأتي بنبات أمام نبات البيت الثاني ، وأن تمزق هذا النبات ، وأن تعذبه وأن تقطّع أوصاله ، مرتين في الأسبوع ، وكلف طالبة ثالثة ، بضرب نبات البيت الثالث وكيه ، وتعريض وريقاته للقص . وترك البيت الرابع ينمو نمواً طبيعياً ، وأطلق عليه اسم البيت الضابط ..

فماذا كانت النتيجة ؟ النتيجة عرضها في مؤتمر علمي ، النتيجة نبات البيت الذي استمع إلى القرآن الكريم ازداد طول نباته أربعة وأربعين بالمئة عن طول النبتة في البيت الضابط ، وازداد غلته أربعين بالمئة عن غلة البيت الرابع الضابط ، أما البيت الثاني والثالث الذي تحمل التعذيب أو رأى التعذيب ، فقد تدنى طول نباتاته خمس وثلاثون بالمائة نقصاً ، وهبط إنتاجه إلى ثمانين بالمائة نقصاً ..

قال تعالى :

والنجم والشجر يسجدان

لو أنزلنا هذا القرآن على جبل لرأيته خاشعاً متصدعاً.......

أعزائي المشاهدين إخوتي المؤمنين أشكر لكم إصغاءكم ، وصبركم ، وإلى لقاء آخر إن شاء الله تعالى 0 والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

نص الزوار

إخفاء الصور