الحياة الطيبة قلوب عرفت ربها فاستغنت به عمن سواه ، ونفوس سمت إليه ففنيت في محبته وهي تحرير للنفس من قيود المادة وأغلال الشهوات وهي سمو الإنسان عن حاجات جسده الفاني دون أن يهمله والحياة الطيبة لا تنتهي بموت بل تبلغ أوجها به وهي راحة بال وعافية بدن والإنسان إن سما عقله على شهوته أصبح فوق الملائكة.
العمل الصالح استقامة على أمر الله و بذلُ للمعروف و المشكلة الكبرى التي يعاني منها المسلمون في شتى أقطارهم هي أنهم متعاطفون مع الإسلام بمشاعرهم ، متناقضون مع تعاليمه بسلوكهم والحقيقة أن تعاليم الدين حدود لسلامة الإنسان وليست قيودا تحد من حريته كما أن العلاقة بين الطاعة وثوابها ، والمعصية وعقابها ، علاقة علة بنتيجة والجزاء من جنس العمل و الإسلام وازن بين حاجات الجسد وحاجات النفس .
الإسراء والمعراج إكرام إلهي لنبيه المصطفى صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم ومسح لمتاعب الماضي ، ورسم لملامح المستقبل والصلاة معراج المؤمن وهي وسيلة فعالة لتطهير نفس المؤمن من النزوات الشريرة كما أن الصلاة الوسطى كما ذكر بعض المفسرين هي توجه العبد إلى ربه فيما بين الصلوات المفروضة فالصلاة عماد الدين وعصام اليقين وسيدة القربات وغرة الطاعات ومعراج المؤمن إلى رب الأرض والسماوات .
ما ينتظر الإنسان من الدنيا إلا غنىً مطغياً أو فقراً منسياً أو مرضاً مفنداً أو موتاً مجهزاً ، الاقتصاد في المعيشة خير من بعض التجارة والحقيقة أن السعادة في الرضى والشقاء في السخط والغنى أن تزهد بما في أيدي الناس ، والفقر أن تنظر إلى ما عندهم و الناس متساوون في جوهر الحياة ، متفاوتون في أعراضها لأن الدنيا بحذافيرها أن تكون معافى في جسمك آمناً في بيتك عندك قوت يومك لذلك اشكر الله عز وجل على نعمه عليك .
ليس شيء أكرم على الله تعالى من الدعاء وللدعاء شروط أولها أن ترى الله معك و ناظر إليك وثانيها الإخلاص لله عز وجل في الدعاء والدعاء لا يستجاب ولا يصح إلا إذا صدر عن إيمان صحيح بالله تعالى ، أيضا لا يستجاب الدعاء ولا يصح إلا إذا استجاب العبد لربه وتاب من ذنوبه كلها توبة نصوحا و الدعاء الطريق الوحيد للخلاص من الغم والهم و الدعاء صلة محكمة بالله لأن دافعه الحاجة الملحة وهذه الصلة الحقيقية شفاء للنفس من كل أمراضها فالدعاء في الرخاء معرفة بالله ، وفي الشدة حاجة إليه فالدعاء سلاح المؤمن وعماد الدين ونور السماء والأرض .
العبادات ومنها الصيام لها غايات كبرى وحكم عظمى وقد كتب علينا الصيام من أجل التقوى فالإسلام دين متوازن لا يقر الانزواء عن الناس ولا التقوقع على الذات ولا يقر المواقف السلبية , ولا التواكل البغيض ، ولا العجز الكسول ففي التقوى نجاة من كل سوء وراحة من كل مجاهدة فالصيام في ضوء القرآن الكريم فرصة سنوية لإخراج الإنسان من الظُّلُمَات إلى النُّور فمن أجل أن يكون الصوم طريقاً إلى التقوى يجب أن يكون صحيحاً و لا يصح بترك الطعام والشراب فحسب بل يجب الصيام بسائر جوارحكم عن المعاصي والشبهات .
كان صلى الله عليه وسلم حكيماً رقيقاً في معاملته لأصحابه الكرام بخاصة والناس بعامة لقد كان عليه الصلاة و السلام جم التواضع وافر الأدب و كان أجود الناس أجود ما يكون في رمضان ومن أساسيات التعامل مع اهل بيتك أن تبالغ في التردد لوالديك من أن تطيعهم في معصية وأن تكرم زوجتك وان ترعى أولادك وأن تكن قدوة لهم في سلوكك ومعلماً لهم في حديثك و من أخلص لله أربعين صباحاً تفجرت ينابيع الحكمة في قلبه وأجراها الله على لسانه و ما عند الله لا ينال بمعصية الله ، اجعل بيتك روضةً من رياض الجنة وذلك بقراءة القرآن والإكثار من ذكر الله.
أي قصة في القرآن الكريم ذكرت لتكون عظة وعبرة لنا، فصاحب المال أمين عليه وليس مالكاً له ، وعليه أن يعطي كل ذي حق حقه و السمو النفسي والرقي الأخلاقي لا يكون إلا بالعمل الصالح فالإيمان في القرآن لا ينفصل عن العمل الصالح أبداً ولكن العمل الصالح والإنفاق والصدقة كل ذلك لا يُقبل إلا إذا كان خالصاً لله عز وجل والنية هي أساس العمل الصالح فالإنفاق ليس مقصوراً على المال فقط وأن الصدقة لتقع في يد الله قبل يد الفقير .
زكاة الفطر طهرة للصائم وطعمة للمسكين وهي تجب على كل مسلم عنده قوت يومه ذكراً كان أو أنثى وأما مقدارها فهو نصف باع من بر، وأما عن زكاة المال فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما تلف مال في بر ولا بحر إلا بحبس الزكاة، وزكاة المال تجب على المسلم الحر المالك للنصاب من أي أنواع المال على أن يحول عليه الحول وأما نسبتها فهي 5,2 في الذهب والفضة والأموال الورقية والأنعام وعروض التجارة ، و5 بالمائة في الروع والثمار المسقية . كما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يكثر من بذل الصدقة في رمضان وأثر عنه أيضاً أنه كان يكثر من قراءة القرآن، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما آمن بالقرآن من استحل محارمه .
كلمات بليغات تلك التي خاطب بها رسول الله صلى الله عليه وسلم القتلى من كفار قريش بعد أن أمر بطرحهم في قليب لدفنهم، كان جيش المسلمين في بدر قليل العدد للنصر، وهناك قواعد محددة وشروطاً واضحة للنصر , في ضوء القرآن الكريم النصر يحتاج إلى إيمان صحيح و حينما يصارع المؤمن عدو الله وعدوه يقبل على جنة عرضها السماوات والأرض ، بينما يقبل أهل الكفر والعصيان ، على موت ساحق وعذاب أليم، فإحكام الرمي وإصابة الهدف له أثر حاسم في كسب المعارك قديماً وحديثاً مهما اختلفت أنواع الأسلحة وتطورت .
يصنَف الناس في هذا العصر ، وفي ظل القيم المادية ، والمذاهب الوضعية إلى أغنياءَ وفقراءَ ، أقوياء وضعفاء هذا التقسيم لا يصل إلى جوهر النفس ولا يبلغ أعمق مافيه ، بل إن هذا التصنيف ليعمق الهوة بين الإنسان وأخيه الإنسان فالقرآن الكريم جعل الإيمان والكفر أساساً لتقييم الناس والمؤمنون بعضهم لبعض نصحة متوادون ولو ابتعدت منازلهم ، والمنافقون بعضهم لبعض غششة متحاسدون ولو اقتربت منازلهم، لقد هزَّ المسلمون العالم حينما طبقوا تعاليم دينهم ، وهزهم شذاذ الآفاق وشراذمة الشعوب حينما اكتفوا بالحديث عن دينهم ، وتركوا تطبيق تعاليمه .
طلب العلم فريضة على كل مسلم وليس المقصود بالعلم الذي حضنا عليه ربنا العظيم ودفعنا إليه رسولنا الكريم هو هذا العلم الذي نحصله اليوم لكسب قوتنا ومعاشنا وضمان مستقبل أبنائنا، ففي المجتمعات الغربية المتعلمة يقبع العلماء في مخابرهم ليصنعوا المرض والموت لبني الإنسان، حصيلة العلم الذي علمه نبينا صل الله عليه وسلم لصحابته الكرام لقد علمهم علماً سمت به نفوسهم فالعلم الذي لا يعنى بالنفس الإنسانية ولا يسعى إلى تهذيبها والسمو بها ليس هو العلم الذي حضنا عليه ربنا ودفعنا إليه رسولنا العلم الذي يوهمنا أننا علماء كبار هو نوع من الغرور والعلم الذي يسعى إلى التدمير والفتك وصناعة المرض والموت نوع من الجريمة .